Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

الفقر يليق بهم

من منا لا يشتهي ولا يرغب بقوة وبكل الأمنيات أن يتخلص من فقره ويتحول هذا الفقر الى غنى فاشح أو غنى وفقط معتبرا هذا الفقير أن الفقر عدوه الذي لا بد من التخلص منه بأي وسيلة ويسعى للخروج من حجره الذي ان استمره به طويلا يجعله يكفر أو حتى يبيع الدنيا ويتخلى عنها تاركا الفقر مكانه . 

كثيرا ما يجعلنا الفقر نستسلم ونعجز عن عمل الكثير والوصول الى المرغوب غالبا .. يشعرنا بالحرمان المتواصل واحساس العجر الذي لا نحبذ ان نحس به ونعيشه تحت أي وضع الا أن الفقر يعيشنا معاناة ومأساة كثيرا وحتى في أبسطها . 

ان الفقير حتما لفقره يكره ولا يطيق وان كان رجلا كان منذ الأزل تخلص منه وقطع عنقه ودفنه الدفنة الأبدية الا أن لا غياب للفقر ووجوده أصبح قوي وغالب على أغلبية الشعوب والبشر وهذا راجع لأسباب كثيرة لا دخل للفقر بها وانما هذه الأسباب هي من جلبت الفقر وفضلت بقائه دون شعور وعمل مباشر في ذلك أو قرار واضح 

ان الفقر ظالم وبخيل وقاسي ومقصر في حقه وحق صاحبه كثيرا وفي نفس الوقت الفقر نصيب وسوء تصرف وقدر مكتوب وتهور وتسرع وأمور أخرى قدمت للفقر دعوة حضور بدون توقيع 

نعلم وكلنا في عقلنا الباطن وبالبديهة نرى ومقتنعين أن الفقر أفة .. نعم يعتبرها الكثير على أنها أفة وأزمة حادة قد تصيب وتزول وقد تبقى حاضر ومقيمة اقامة دائمة كما أن هناك بشر لهم يد في فقر الكثير والعديد كالفساد وصاحب الفساد وصاحب السلطة الذي ينهب ونهب أموال هي أموال شعب وقوم فأدى هذا الفساد والنهب الى فقر الكثير من البشر . 

هناك أشخاص الفقر يليق بهم ويليق بهم جدا أمثال السارق ..الناهب.. المحتال.. الغشاش.. الفاسد..البخيل .. وغيرهم كثيرون هم حقيقة يستحقون الفقر والفقر الحقيقي الشديد ويليق بهم الفقر .. كما أن الغني المتكبر على الفقير والمحتاج.. الغني الذي لا ينظر لأخيه الفقير ولا يقدم يده لمساندة المحتاج مع تمكنه الكبير الا أنه يمتنع وكأن المال ماله رغم أن الفقير له حق في هذا المال وهذا الثراء الذي هو ضر وسبب في زيادة الفقر فهذا الغني هو الأول في قائمة من يليق بهم الفقر فلو كان للعدل عدل في زماننا كان هذا الغني الطاغي البخيل المغررو حل محل الفقير والفقير الراض المقتنع القنوع الشاكر لفقره ولوضعه ويساعد من يدق بابه ومن يراه على أرضية الفقر يتخبط فيأخذ منه الفقر ما استطاع ويضيفه الى فقره الفائض ..هذا الفقير يستحق غنى الطاغي عن جدارة واستحقاق وبكل عدل . 

ان غنى الكثير ظلم وفقر الكثير رحمة فكم من غني هو بماله وثرائه ظالم ومتسلط والفقير عنده عبيد وكم من فقير هو بفقره رحيم رغم أن لا أحد يرحمه الا الذي خلقه الا أنه رحيم وحنون وكريم جدا ولا يعرف للبخل والقسوة والتسلط بالعكس متواضع وبسيط ومؤمن وكله رضا وقناعة واخلاق ..يحب الخير لغيره ويود أن لو معه مال لكان قضى على الفقر الذي من حوله وساعد كل محتاج . 

عندما نقول الفقر يليق بهم فدون مبالغة وتعظيم في التعبير والوصف هم حقيقة بعض الأغنياء وأصحاب السلطة بالمال والمال لا يليق بهم الا الفقر الذي أنصفهم واختار الذي لا يستحق الفقر .. فهذه هي النعمة تذهب الى الذي لا يعرفها ولا يقدرها وترحل عن من للنعمة يحمد ويزكي ويوزع ويفعل به خيرا كبيرا لا ينقطع. 

ان الفقير يصرخ تعبا ووجعا وارهاقا من هؤلاء الذين الفقر يليق بهم فكل نظراتهم للفقير ذل واهانة وتكبر وحقد واستحقار قد أوجع الفقير وتميته عديد المرات دون وجه حق سوى ظلم في ظلم وتكبر في غرور وتسلط في استبداد في تعالي ..تصرفات بعض الأغنياء قد زادت الفقير فقرا وقد أسقطته وتسقطه فوق الفقر الذي أهلكه ودمره الا أن الفقير صبره عظيم وتحمله كبير ويسعى لجلب قوته ولقمة عيشه بعرقه الكثيف من صاحب عمله هذا الذي الفقر يليق به . 

ان الفقر الحقيقي ليس في اللباس والمسكن والجيب الفارغ أو عدم امتلاك حساب بنكي أو خزنة في الغرفة أو مستندات وأوراق ممتلكات أو صناديق من الذهب والمجوهرات وانما الغنى الحقيق في القلب والعقل والايمان..في التواضع والأخلاق.. في الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة الطيبة.. في اللسان الرزين المهذب.. في الأدب والاحترام.. في الرضا والقناعة .. فمن يمتلك كل هذا أو بعضه فهو غني وصاحب غنى فاشح ولا يشبه غناه الكثير سوى القليل من القليل جدا اضافة الى كسب احترام الناس له . 

أما الذي يحسب نفسه أنه ملك الدنيا وما فيها بماله فهو قد يكون خسر احترام الكثير وقد يكون العديد من الناس يدعون عليه ولا يطيقون حتى رأيته والعمال عنده لو لا الحاجة لتركوه يسير عمله وماله لوحده بعيدا عن الذل والاهانة والصوت العالي المزعج والتصرف المسيء الذي يتلقونه من رب عملهم الذي يعتقد أنه بالمال يستطيع أن يشتري العباد كشرائه لسيارة أو قصر أو بدلة ملك تساوي الألاف أو حتى الملايين. 

ان هذا الغني صاحب القصر الكبير والسيارة اللامعة والشركة الضخمة ليس بغني وهو يفتقر للتواضع والأخلاق والاحترام.. مفتقر للطيبة والايمان والعطف ولحب الناس وبتهربه عن الزكاة ومساعدة المحتاج..فقير بتكبره وغروره وبتسلطه وتباهيه الذي لا داعي له..فقير لأنه لا يملك قلب وعقل وروح  الفقير فشتان بين هذا الغنى والغنى الأخر وبين فقر الفقير وفقر هذا الغني . 

الغني قد كسب الدنيا والفقير قد كسب الأخرة 

ألف تحية وألف تحية الى ذلك الفقير العظيم الذي بأخلاقه وغناه الحقيقي علمنا ويعلمنا أن الفقر الحقيقي ليس في المال وأن فقر الكثير نعمة ورزق ونصيب وقدر لا بد أن نقبله ونرضى به بحب وحمد شديد . 

ألف تحية للذي هو لا يملك بيت أو حتى كوخ وانما يملك قلب مفتوح  وذراعين تحتضن الجميع. 

ألف تحية للذي بيده وجبة باردة قدمت اليه وهو يحملها ينتظر مرور الذي يحتاجها بشدة منه. 

ألف تحية للذي يتصدق بالصدقة التي قدمت اليه. 

ألف تحية للذي نزع قميصة وألبسه لطفل لشاب لشيخ رجل أو امرأة لسترها وستره.. 

ألف تحية لمن ينام جائعا ويبكي من شدة الجوع وهو يقول يا رب لك الحمد والشكر على نعمك . 

ان النعم العظيمة الحقيقة هي الحواس الست والروح التي تسكننا . 

ألف تحية لكل فقير يسكن هذه الأرض وينتج ويبتسم ويقف في وجه الظروف والصعوبات كالغني الذي بيده السلطة والسلاح. 

ان الفقر ابتلاء الفقير وما يبتلى الا المؤمن. 

نورة طاع الله 

 

 

 

 

 

 



Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات