Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

الأنانية الطاغية

الأنانية الطاغية

بقلم : نورة طاع الله 

ان الأنانية لا تخص فقط الكبار فهي متواجدة عند الصغار وبكثرة وأنانيتهم واضحة وقد نصنفها على أنها حب شديد لأشيائهم وألعابهم وكل ما عندهم ويخصهم الا أنها تندرج ضمن الأنانية والبشر جميعا أنانيون بالفطرة وهذا طبيعي الا أن الأنانية تختلف من فرد الى فرد وللأنانية حجم كذلك يتفاوت من شخص الى شخص ..وكما قلنا الأطفال والصغار مشهورين بالأنانية التي لا تضر بتاتا ولا تلحق الأذى بأحد ولا تشكل أي خطر لا عليهم ولا على من حولهم فهي أنانية نابعة من براءة ومن الطفولة التي لا فوضى ولا خطر فيها سوى الأمن والأمان والسلم والسلام والراحة والطمأنينة فيها.
ان الأنانية الطاغية لا وجود لها عند الأطفال والصغار فهي عند الكبار الذين وصلوا الى الرشد والمرحلة التي فيها يعون ويدركون ما هي المصلحة الخاصة وما هي المصلحة العامة وما ينفعهم يبحثون عنهم ويسعون لاتيانه وما يضرهم لا يقتربون منه ولكن قد يساهمون في وجوده من جراء الأنانية الطاغية التي وصلوا اليها.
الصغار لا يعرفون ما يضرهم وما ينفعهم سوى أنهم يحاولون حماية أغراضهم وما عندهم من الجميع وبالأخص الذين في سنهم ومن نفس عمرهم فهنا تثور الأنانية عند الأطفال بفعل الأطفال أمثالهم الذي يحومون حول ألعابهم مثلا فيكون الطفل كالأسد الذي يهاجم أي احد بلا استثناء متى تعلم الأمر بدخول منطقته والمساس باغراضه وما يخصه ويعنيه .
كثيرا ما الأنانية تجعل من صاحبها بلا بصر وبلا احساس ولا شعور فيتهور ويصدؤ منه ما لا يجب أن يصدر فالانانية كالخمر الذي يجعل شاربه في سكرة تفقده العقل والتركيز والوعي والادراك فيفعل مالا يفعل دون شعور واحساس وتحمل المسؤولية تأتي في الأخير مع الندم الشديد.
فالأنانية قد تسببت في كوارث وفي جرائم والقيام بتصرفات وسلوكيات وأفعال ان كان العقل حاضرا ومرافقا لصاحبه لما كان مثل تلك السلوكيات والأفعال وما أدى الأمر الى حدوث كوارث ومشاكل ومصائب وجرائم قد أحدثت خسارة وخطر ورعب وضرت بالفاعل ..فالأنانية الطاغية تؤدي للتهلكة وللضياع وللخسارة ولكن الأناني الذي أنانية قد سيطرت عليه وطغت لا يعي كل هذه النتائج الكارثة الا بعد الحدوث والوقوع.
لا بد على الأناني أن لا يدع أنانية تحل بجميع الاماكن والأوضاع والظروف وتشمل كل الأمور والقضايا والأشياء فللأنانية اماكنها وأوقاتها غير ذلك لا وجود للأنانية ولا سماع لها بأن تحضر الحضور المسيطر ولا حتى الحضور الفرعي المجازي الغير فعال حتى.
لا تكن أنت العبد والأنانية هي السيد الذي يؤمر وينهي وأنت سوى تتبع الأوامر وتطبق دون أدنى اعتراض أو رفض أو حتى ابداء الرأي فهذا لا يصح فالأنانية جزء من الأنانية وليس الانسان جزء منها فلا بد لكل شخص أن يكون مسيطر على كل ما يسكنه وهو فيه لأن الأنانية لم تأتي بالخير يوما ولم تزرع الخير يوما ولم تجلب النفع للجميع يوما ولم تساهم في الاصلاح وتعميم الفائدة يوما فكله للنفس ولارضاء النفس ولو على حساب الجميع لا اشكال المهم ارضاء النفس الأنانية الطاغية بكل الأشكال وبجميع الوسائل والطرق المسموحة والغير مسموحة لا يهم ولا اشكال في ذلك ما دامت الفائدة واملنفعة والغرض سيتحقق والهدف سيتم الوصول اليه فالطريقة لا اشكال في سلكها ان كانت تناسب أو لا تناسب وان كانت قد تلحق الأدى والضرر والخسارة بمن بطريقها فهذا كذلك لا يهم .
اياك وأن تكون الجندي الذي يحمي أنانيته من جميع الأتجاهات وبكل ما أوتي من قوته وان كان ذلك سيكلف الروح والأرواح فكله فدى الأنانية ونحن تحت الخدمة..اياك أن تكون ذلك الجندي المطاع وانما الجندي الذي يقف في وجه الأنانية العادية أو الطاغية ليقول كلمته ويؤثر ويحكم ويسيطر بعقل وضمير سليم وصائب وحي ويفكر سوى في الخير والصلاح الذي يعم على الجميع بلا استثناء.
لا تكن أنانيا الأنانية التي تخلق وتجعل منك شريرا لا يرحم ولا يحيا عنده أحد.

-نورة طاع الله 

إرسال تعليق

0 تعليقات