Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

الانتظار المميت

الانتظار المميت

لكل واحد منا أمور لا يطيقنا وتتعبنا ولا يعتمدها في حياته مهما كانت لأنه دوما يحاول التواجد باماكن ومع أناس يضيفون لحياته الأفضل ويغيرون منه للأحسن لا أن يعيش التعب بالأمس واليوم وبالغد فلا أحد منا يطيق هذا والنفوس تحتاج الى التهوية والخروج من نفس الأشياء الموجودة دوما وتتكرر ومن بين هذه الامور التي لا يفضلها الكثير منا ولا يقوى على القيام بها طويلا ولو لوقت وجيز حتى وهو الانتظار فان الانتظار من الأمور التي تتعب حقيقة ولا تجلب سوى الملل وتشد الأعصاب وتصحب التردد والتوتر والحيرة المتلازمة وهذا ما يجعل الانتظار من الأمور التي لا يفضلها أحد وبطبيعتنا بشر نريد الأمر في وقته وفي أقرب الأجال ومتى أردنا ذلك وهذا الذي لا يحدث معنا ومع الكثير ان لم نقول مع الجميع الا أننا نضطر الى الانتظار الذي لا نحبذه ونحاول طوال الوقت الابتعاد عنه وتعويضه بأي شيء أخر يجعلنا كل بعيدون كل البعد الانتظار ورغم كل المحاولات الانتظار قادم وموجود وزائر لكل واحد منا وهنا يكون الامر خارج عن سيطرتنا وضد رغبتنا ويعادي ما نريد ومخالف لما أردناه الا أنه حدث وكان فالظروف والوقت والقدر وكل شيء حولنا قد ألزمنا على عيش الانتظار ومصاحبته قترة اما تطول أو تقصر .

ان الانتظار شيء متعب بكل المعاني فهو يجعلنا كالحائط الواقف الثابت الساكن الذي لا ليس بيده أن يفعل أي شيء سوى أن يبقى على حاله الى لحظة قدوم الفرج فالانتظار لنا أن صفه بالشدة التي تحتاج الى الفرج والابتلاء الذي ان بقي يميت صاحبه بسبب الحالات التي يسببها ويجلبها ..كما أن الانتظار داء يبحث عن العلاج المناسب فالمنتظر بكل الأوقات يبحث عن الذي ينهي انتظاره ويحررهم من هذا الانتظار المميت.

الا أن هناك منتظر يحب انتظاره والوقت الذي يمضيه في الانتظار لأنه بكل بساطة كسول ويفضل لنفسه الراحة وفي الانتظار يرى الراحة التي يريدها وتجعله يتخلص من كل المتاعب والارهاق ..فهذا النوع من المنتظر فاشل لا يؤمن بالسعي والارادة تصنع المعجزات وهو لا يسعى ولا يعزم أبدا الى تغيير وضعه وحياته فهو سعيد ومرتاح وهو شبكة الانتظار كالأسير الذي ليس له حرية القيام بأي شيء وهذا المنتظر كان له دور كبير وقوي في طول عمر الانتظار عنده ان لم يكن هو من فضل الانتظار عن الاجتهاد والتحرك لتحويل لذلك الانتظار الى شيء موجود فعلا وحاضر ويتم الاستفادة منه ..فالانتظار هنا هو من لا يطيق أصحابه ويبحث عن المخرج الذي منه يهرب بلا عودة أو حتى المرور مرور الصدفة من أمامه.

هناك منتظر بقدرة القدر والنصيب كالمرض الذي تم عرضه على جميع أسرة المستشفى وتم علاجه بكل الأدوية الا أن هذا لم يجدي نفعا ولم يستجيب الداء لأي دواء موجود فهنا المريض مضطر على انتظار الفرج لأنه في شدة عصيبة تنتظر فرجها المفرح المفرج المفكك لهذه الشدة والأزمة..وهناك أشياء شبيهة جدا للانتظار اضطرارا على أنه أخر حل تم التوصل اليه بعد تجريب ومحاولة جميع الحلول دون جدوى وفادئدة ولو عرضنا أمثلة عن هذا فاننا سنعرض ونروي نصف الأمثلة بالقليل .

هناك انتظار نجن جلبناه وهم جلبوه بمعنا كنا سببا وكانو هم سببا ان كان القدر أو البشر أو الحالة الانتظارية التي نحن فيها ووجدنا أنفسنا فيها فهنا أيدي اختلطت فانتجت انتظارا ممزوجا ككوكتال جمع كذا نوع وكذا لون في نوع ولون واحد.

على المنتظر أن لا يعيش الانتظار الا اذا كان الانتظار أخر ما توصل اليه وبالفعل اضطر على الانتظار غير ذلك لا يرضى بالانتظار لأن الانتظار مميت ومن ظن أنه حل ضمن العديد من الحلول فهو أسوأ حل أو أخر شيء يفكر الاعتماد عليه لحل أمور فهو لن يحل أمورنا التي تعنينا وتجب علينا الاجتهاد من أجلها ..والذي ينتظر يجب أن يكون قنوعا ومقتنعا وراضيا بانتظارك الذي لم يختاره كراحة ووسيلة لحل الأمور وانما على أنه الذي بقي في الأخير وتم الاعتماد عليه.

لك أن تنتظر وتكون منتظرا في جانب وفي الجوانب الأخرى تسعى وتقول بواجبك على أكمل واجب بمعنى لا تجعل انتظارك بجانب معين انتظار معمم وشامل لكل الجوانب والا تصبح أنت وحياتك منتهية بالانتظار الذي سيقضي على كل أحلامه وأمنياتك ولذة الحياة ..فلا داعي لعمل ذلك تحت أي ظرف كان فواجه وقدم ما بامكان قدرتك وامكانياتك أن تقدمه.

الانتظار قد قتل الكثير ان لم يقتلهم حقيقة فقد قتل مشاعر وحب وأمل وتفاؤل وحلم وهدف وأشياء كثيرة جميلة بداخله .

نورة طاع الله




Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات