Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

القوي أكل الضعيف

القوي أكل الضعيف

بقلم : نورة طاع الله 

ان العالم الكبير يشهد ظاهرة بشعة مؤلمة هي موجودة منذ وجود الانسان الى الان الا أن الاختلاف في أن هذه الظاهرة قد طغت أكثر وأصبحت بالشيء الضروري الذي اعتدنا على سماعه ورؤيته وحتى تطبيقه دون خجل أو حياء أو احترام للأخرين ..هذه الظاهرة التي هي بالفعل خطيرة وتمس بحرية وحياة الكثير من الفئة المظلومة المهمشة التي لدى الطبقة الأولى هم الضعفاء العبيد الذين وجدوا لخدمة أسيادهم من الأقوياء مع أن مع قدوم الاسلام تم القضاء على العبودية وعلى أن القوي يأكل الضعيف فالكل سواسية وهذا أحسن من ذاك بالأخلاق والعمل الصالح لا غير ..ورغم التحضر والتطور والمناداة بحرية الانسان وتم سن قوانين حول العالم تحمي الانسان كانسان بغض النظر من هو ومن يكون وهذا تأييد واضح لقواعد الدين الاسلامي الذي ينهي التمييز العنصري وحاربه بكل أشكاله وكرم الانسان والمرأة على حد سواء دون تمييز أن المرأة ضعيفة والرجل قوي فالقوي يأكل الضعيف بالعكس أعطى مكانة خاصة للمرأة وجعل منها ملكة في بيتها وفي مجتمعها .
القوي اليوم قوي بالمال والسلاح والجنود والخدم والحشم لا بالقوة التي نعرفها وهي قوي الايمان والأخلاق ..قوي الحق والعدل ..قوي الجهاد والاجتهاد والنضال والكفاح..قوي بعيدا عن المال وعن السلاح وحقيبة الرصاص والمتفجرات والصواريخ وبالتدمير والحرب فليست هذه القوة وليست القوة الكامنة بالعضلات والجسم القوي الا أن هذا هو السائد حاليا وهذا هو المعنى الشائع للقوة بالمال والعضلات والجسم والشجار والمصارعة فحتما قوي البنية والعضلات سيغلب ضعيف البنية والعضلات..والغني يغلب الفقير لأنه هو قوي بالمال والفقير ضعيف بالفقر .
لم بعد هناك احترام للشخص على أنه شخض وانسان والتعامل معه وفقا لمبدأ الانسانية ..كل هذا قل ولا تكن القوانين فعالة في حماية المستضعفين بالأرض الذين في البداية النهاية لهم رب كبير هو قادر على تحطيم تدمير كل ظالم وانصاف المظلوم بلحظة .
القوي أكل الضعيف متى سمح الضعيف الذي ان حدثناه وحاورناه لن نجده ضعيف الا أن صاحب السلطة القوي بالسلطة والنفوذ قد أطلق عليه لقب ضعيف بناءا على معيار أنه أقل منه مكانة وقيمة وأشياء كثيرة ظاهرية مظهرية قد حولت قانون الحياة وقضت على العدل والمساواة وهدمت مبدأ الانسانية وأنهت العمل به في أوساط هؤلاء الاٌقوياء الذين لا أحد يقف أمامهم ويعارضهم لكن كل معترض واقف قد يتعرض لأقصى العقوبات ظلما وباطلا ولا منقذ لذلك البريء لا القانون ولا القضاء مادام القوي بالسلطة والنفوذ والمال قد اشترى كل المداخل والمخارج التي يلجأ اليها الضعيف لطلب الحق والعدل .
أفعال كثيرة صارت تألمنا ونشاهدها سواء تطبق علينا أو على من حولنا أو البعيدون عنا الا أنها تطبق علنا ليس كما في السابق في الستر والخفاء فكل المعاصي والأخطاء والجرائم والذنوب أمام أعين الجميع أصبحت تمارس بلا خوف ولا حياء ولا أي شيء مادام القوي بيده من يعارض ومن يحاسب ومن يعاقب فهم تحت خدمته ومطبقين لأوامره دون تأخير أو تردد وكله بالمقابل وبالثمن ولا شيء بالمجان وان كان فيكون عملا للمكانة التي بها القوي وبالجرسي الذي يجلس وينتمي اليه وللمنصب الذي يشغله وجميعنا بلا استثناء في هذا العالم نعلم بذلك ونرى ونشاهد ونسمع وان لم نشاهد ولم نسمع فنحن نعلم ونعرف ومتأكدين من كل هذا بالأدلة والبراهين التي ان أخرجاها تم حرقنا واخفائنا من الحياة والسبب خوفا من قوتهم أن تخف أو يتم سحبها منهم فهو الأكبر منهم ولا أكبر من الكبير الا رب الجميع.
القوي أكل الضعيف متى سكت والتزم الضعيف الصمت وقبل بكل الاهاناة والاساءات وكل الأمور التي تمارس عليه دون اعتراض واضح ومباشر منه ..فهذا الذي يقولون عنه ضعيف هو سبب قوي ومباشر في ظهور هذه الظاهرة وانتشارها أكثر من اللازم والمسموح ألا وهي ظاهرة القوي يأكل الضعيف بلا رحمة ولا قلب ولا انسانية ولا ضمير .

-نورة طاع الله 

إرسال تعليق

0 تعليقات