Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

أترك المجنون لجنونه

أترك المجنون لجنونه

بقلم : نورة طاع الله


المجنون هو ذلك الشخص الذي فقد عقله سواء بصفة كلية أو مؤقتة أو بشكل متقطع ..هو ذلك الشخص الذي لا يعي ماذا يفعل وما يقول وأين نعيش وان كان نعي فهو ليس الوعي الذي يشبه ويصل لوعي الانسان العادي..ان المجنون شخص مسكين وبسيط ولا يريد من الحياة سوى أن يتركه أشرارها في حاله وفي سلام مع نفسه وان كان يؤذي فهو لا يؤذي بقصد وبتخطيط وبتجهيز مسبق وانما التعب الذي يتعرض اليه والضغوطات النفسية والخارجية التي يواجهها تضطره الى استعمال العنف أحيانا ليدافع على نفسه ويحميها وكردة فعل عادية على كل من يعترض طريقه كما قد يكون عنفه من جنونه الذي أكيد يؤثر على أعصابه وعلى عقله كما قلنا اما بشكل كلي أو بشكلي جزئي مؤقت ومتقطع ..ويعتبر الجنون مرض يعاني منه المجنون ولا سيطرة عليه ويتم فقط تخفيف حدته بالأدوية التي غالبا ما تفقد عقله ووعيه وتركيزه أكثر من الوعي والتركيز المفقود

يزداد جنون المجنون من الناس الذين حوله الذين يستغلون جنونه ويثيرون بركان ذلك الجنون بطرق سخرية وتنمر شديدة تؤلم نفسية المجنون كثيرا وتزيد من تهوره وجنونه الذي يؤذيه هو أولا قبل الغير ..فالمجنون شخص يحتاج الى الحنان والحب والدفء والانسانية التي قد تعيد له الأمل وتخفف من حالته وجنونه ومرضه هذا الذي جعل منه تائها متشردا متسولا متوسلا مسكينا يجعلنا نشفق عليه لا محالة ونعطف عليه الا أن هناك فئة من البشر تتسولى بالضحك واتعاب مشاعر وأعصاب الذي مشاعره منهمكة وأعصابه في انهيار وتعب شديد وهو الجنون.

المجنون كالطفل الذي يتسم بالبراءة والعيش بالحياة وكأنه لا يرى سوى نفسه فيها ..لا يعرف حقد ولا ظلم ولا خراب ولا خيانة ولا خداع ولا هو من أصحاب الاجرام والشر والحرام..ولا يقصد قول ما يقول ولا فعل ما يفعل فكله صادر منه بلا تدبير ولا تخطيط ..بلا وعي ولا ادراك فهو لا يعي أين هو وحتى من يكون الا أنه ليس في راحة من جنونه هذا وبالحياة التي يعيشها لأنه يعيش فوضى كبيرة وتوتر وقلق وغضب وعصبية مستمرة لم تجعله مستقر في حياته ومن المحتمل تلك العصبية والفوضى وغيرها هم من ادوا الى جنونه هذا ..فالمجنون ليس في راحة كأصحاب العقول فهو يشعر بنقص في كل شيء وأنه محروم من كل شيء اضافة الى بعض الناس الذين يزيدون من تعبه ومن جنونه الذي يتخذه البعض كتسلية واستغلال بحيث يتم استغلاله واستعماله كطعم يتم به اصطياد مالا يمكن اصطياده الى من خلال المجنون وذلك قد يتصل الى تعريض حياته للخطر ويقول لا يهم فهو مجنون وكأن المجنون ليس له حق العيش والتواجد معنا فهو أكثر الناس تستحق الاهتمام والعناية الخاصة والخاصة جدا من الجميع دون استثناء الا أن المجنون يتم الاستغناء عنه من قبل أهله وذويه ويتم رميه بالمستشفيات التي في أخر المطاف تضعهم أمام باب المستشفى الى أن يجدوا أنفسهم في الشارع مشردين متسولين لا حياة ولا معنى لهم وكأنهم شيء زائد لا حاجة اليه ولا بد من التخلص منهم ان لزم الأمر مع أنهم يعيشون النقص الذي يجعلنا نشفق عليهم أكثر والصدقة والعمل الصالح الخيري في مثل هؤلاء فيه أجر كبير فسعادته كسعادة الصغير فهو ينتظر من يقدم له وجبة وطعام لا يهم ما هي ومما متكونة يكفي أنها تشبعه أو تشعره بشعود عدم الجوع لبعض ساعات قليلة.

أترك المجنون لجنونه فجنونه يكفيه واكبر عائق غير حياته من الأفضل الى الأسوأ فلا تكن أنت وجنونه ضده فيصبح وحشا لا يرحم..أترك المجنون لجنونه ولا تحاول اثارة جنونه باستمرار ولا حتى مرة أو مرات فهو بش مثلنا فكما تحب لنفسك وتفضل لها الأفضل كن معه هكذا وكن له الحامي من الأغبياء والحمقى والمتنمرين والساخرين .

أترك المجنون لجنونه ليعيش بسلام مع نفسه ..فهو لم يختار أن يكون مجنونا وانما القدر أراد له ذلك وسيعوضه بالخير الكثير عاجلا أم أجلا.

إرسال تعليق

0 تعليقات