Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

انتقام الأم

انتقام الأم

بقلم : نورة طاع الله


من يتصور أن منبع الحنان صاحبة القلب الكبير الأم العظيمة التي الجنة تحت أقدامها تكون في يوم من الأيام عكس ما يجب أن تكون عليه الأم بالفطرة والواجب والالتزام والمسؤولية فتقوم بأبشع الأمور وأفضع الأفعال التي توحي وتدل وتؤكد أن الأم قد وصلت اليوم الى شيء لا يصدق ولا يعقل وقد تخلت على أموميتها من أجل ماذا؟ ..من أجل الذي لا يؤدي لا من قريب ولا من بعيد الى أن تتخلى الأم على كل مشاعرها وحنانها وانسانيتها وعظمتها في أنها أم وتصدر ويبدر منها ما ينفي تمام أننا تنتمي الى الأمومة ويتوجب سحب لقب الأم منها في الحال لأنها لم تحافظ على هذا اللقب ولم تبدي حسنا طيلة فترة وجودها ضمن عالم الأمومة الذي تتمناه العديد والكثير من السيدات العقيمات اللواتي ان رزقنا بمولود واحد وفقط وان لم يكن من صلبهم وبالتبني والتربية لكن أنجح الأمهات وأفضلهن على وجه الأرض .


من الذي قد يجعل بالأم أن تترك لباسها وأخلاقها وأمومتها جانبا وتقدم على فعل مالا يفعل حتى من انسان فما بالك بالأم التي أنجبت وحملت مولودها بأحشائها تسعة أشهر وعاشت كل مراحل الحمل والولادة والتربية ورزقت بأعظم رزق وهي أنها أصبحت أم ..فهذا أعظم رزق ترزق به المرأة ولها من خلاله أن تدخل الجنة وتفوز بالجنة بمجرد حسن تربية أولادها ويكفي أن تكون الأم المثالية التي لا تصعب على أي أم أن تكون أما مثالية فلها أن تكون كذلك من خلال قيامها بواجباتها والتزاماتها ومسؤولياتها كأم فهذا فقد يؤهلها بأن تكون ضمن قائمة الأمهات المثاليات .


هل هناك بالفعل أسباب ودوافع قوية ولا تقاوم تحول بقعة الأم من بقعتها العظيمة المشرفة الى بقعة اللا أم وهي أم قد أنجبت ولها أولاد ؟..


الأمومة ليست تلك الأم التي أنجبت وفقط وانما تلك الأم التي قامت بدورها على أكمل وجه ..ضحت وقدمت كل ما لديها من أجل أولادها ومن أجل سعادتهم ومصلحتهم فهذه هي الأم .


لا مبرر لأم انتقمت من أولادها أشد وأبشع الانتقام من أجل أبيهم الذي هو زوجها أو طليقها قد بدر منه تصرف أو فعل أو موقف أو كلام أو سلوك أغضبها وأزعجها ..أو أنه جرحها وأبكى قلبها وكسره وتعدى على مشاعرها وأحاسيسها فتنتقم منه وترد على ما صدر منه من خلال أولاده الذين هم أولادها وينتهمون أليها بقوة ,اكثر من أي شخص أخر وان كان الأب ..فتتخلى عن غريزتها الأمومية وتتركها جانبا وتتقدم لتذيق الزوج أو الطليق العذاب الحقيقي لأن الأب من المستحيل ومن غير الممكن أن يقبل ولو الهواء النصف قوة أن يلمسهم فما بالك بأن يخسرهم ويغيبون عن عالمهم ومن طرف والدتهم ..ولأن الأم متأكدة من حب الأب لأولادها وعن مدى حرصه على حمايتهم ووضعهم في المكان الأمن تكون الأم هي الخطر الذي يهدد أولادها وكله من أجل الرد على الأب ..فتقوم بقتل أولادها بكل برودة وبلا ضمير وبلا قلب وهي صاحبة الحنان والقلب الطيب الصافي النقي اتجاه أولادها ..فمن كثرة الحقد والكره اللذان يولدان الانتقام تنسى الأم أنها أم وأن الذين تريد التخلص منهم هم أولادها وأن الاستعداد للقضاء عليهم أكبر جريمة ترتكب على وجه الأرض ..فغضب الأم الشديد وحقدها المسيطر عليها وكرهها الكبير يجعلها تضع كمامة على عيونها وتنزع قلبها وتضعه جانبا بعيدا وتقتل أولادها بحسب الطريقة التي من خلالها تعبر عن حقدها وكرها لأبيهم وتقتنع وترضى أن هذا الرد كافيا وكاملا ليموت الأب وهو حي .


شاهدنا كثيرا مثل هذا القضايا في مجتمعنا الخاص وسمعنا عنها في المجتمع العام العربي والدولي ..وجرائم حدثت بالفعل والفاعل الأم والضحايا هم أولادها ..فكانت الأم المنتقمة التي انتقمت من الفرع لا من الأصل ..ودوافع الانتقام كثيرة وعديدة عند الأمهات المنتقمات التي أدهشت العالم ومن على الأرض بهذا الفعل والانتقام الذي بالفعل لا يصدق.
لا شيء قد يجعل الأم تنتقم من أولادها مهما كانت الأسباب والدوافع الا أن هذا قد حدث بالفعل ولازال يحدث للأسف

إرسال تعليق

0 تعليقات