Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

النوم العميق

النوم العميق

بقلم : نورة طاع الله 
تمر علينا العديد من الفرص وانتظر نداء منا حتى أنها تطرق بابنا وتنتظر أن نفتح..حتى أنها دخلت بعد أن وجدت الباب مفتوح وتنتظر أن نرحب بها ..حتى أنها تدخل للصالون وتنتظر أن نضيفها شيئا ..حتى أنها تدخل للمطبخ وتصطحب معها كوب عصير متنوع بارد وتنتظر أن نشاركها ..حتى أنها تدخل علينا غرفة النوم الا انها تجدنا في نوع عميق جدا وتحاول مرة ومرة وعديد المرات أن توقضنا الا أننا من شدة عمق نومنا لا نسمع ولا نشعر ونحس بأي حركة أو لمسة قد تمر على أحد أعضائنا فالغفلة التي نحن فيها قوية قد أحجبت عنا الشعور والاحساس بكل ما هو مفيد وجميل وجيد لنا..فترحل الفرصة غاضبة ومنزعجة ومتحسرة على ما فاتنا وما كان بحوزتها لنا وتعهدت عند الرحيل بعدم العودة من جديد وتركنا في ذلك النوم العميق .
يزورنا الخير مبتسما سعيدا بما يحمله لنا فيحدثنا ولا نستمع وان استمعنا تركيزنا بغير مكان ..الخير جاء محملا بخير عظيم قد يحول حياتنا كلها مع جميع التفاصيل الصغيرة التي نحن شخصيا لا نهتم بها وقد نسيناها وتركناها..وقف الخير متحمسا فرحا من اجلنا يحاول يمينا ويسارا لفت انتباهنا ورؤية ردة فعل تشبه ردة فعل المندهش حتى..المصدوم حتى الا أننا لازلنا في النوم العميق نعيش الوهم على أنه حقيقة والأحلام على أنها واقع ..لازال الخير يجرب كل الطرق لنستيقظ ونستلم الهدية الرزق الا أننا لا نرى لا نعي لا ندرك ما يدور من حولنا ومن زارنا ومن رحل ومن جاء ومن بقي فالنوم العميق مسيطر كل السيطرة على القلب والعقل والروح والجسد بأكمله...الخير مصر على استلامنا لما جاء به لنا وعلى الرحيل والانصراف فارغا لا محملا بما جاء به فالخير لا يعود كما خرج ..جلس الخير ينتظر ويعطي المبررات جميعها ونحن بكل وضوح نطرده ونؤكد له رفضنا الرفض الصادر من غفلة ونوم عميق ..الخير يريد لا يريد أن يفقد الأمل واعلان استسلامه معنا وفي نفس الوقت قد شاهد ما نحن عليه واصراره من الأثار التي تركها النوم العميق فينا ...الخير بدأ في الانسحاب ويعلن الرحيل فهل من مستمع ؟ فهل من معترض؟ لا أحد يجيب فالنائم النوم العميق نائم وفلن يرد.
التوبة قدبت اليها ..الفرج جاء بدون طلب منا ..التوبة لم تنتظرنا فقد حزنت علينا فجاءت لتعطي لنا فرصة ذهبية مع أننا نحن من نذهب للتوبة راكعين ساجدين نموت بكاءا وندما ومتوسلين متمنيين العفو والسماح ..فهذه المرة التوبة عندنا برغبتها ودون طلب منا فكم نحن محظوظين وكم نحن غافلين وفي الغفلة نائمين بعمق ..التوبة بكل سهولة تسهل لنا الأمر واعلان التوبة ونحن نضحك فنحن سعداء ..نحن في سكرة لن نفيق منها الا بقدرة قادر وبارادة منا ..التوبة لم تبقى طويلا فنحن نغلق في الأبواب ونجري من مكان الى مكان هاربين منها فرحلت توعدنا بالندم الشديد الذي لن يشفع لنا وبغلق أبواب التوبة علينا في جميع الأوقات فلا نحاول ..والفرج واقفا قد شاهد ما دار بيننا وبين التوبة وبكل هدوء رحل دون شعور به فكما جاء رحل دون نطق حرف من الكلمة أو اصدار أي صوت يوحي بأنه هنا ولكنه جاء وامتنع عن المحاولة معنا فالفرص والخير والتوبة وغيرهم الكثير لم ينجحوا ففضل الاحتفاظ بمجهوده واقناعه لمن يسمع ويستجيب ويتأثر.
الغفلة التي بها العديد خدعتهم وخدعوا أنفسهم بها فكل سيء به غفلة كالثوب الذي يتم تقديمه لصاحبها فيرتديه من هنا يدخل في نوع عميق يريه العالم جميل والحياة في منتهى الروعة وهذا كله وهم ان فقنا منه فضلنا الموت في الحال .
لا تتبع شهوات الدنيا ومساوئها فتغفل عن ما يفيدك ويجعلك ملكا في الأخرة وعظيما في دنياك.

-نورة طاع الله 

إرسال تعليق

0 تعليقات