Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

بيوت الله لا تغلق

بيوت الله لا تغلق

بقلم : نورة طاع الله


المسجد تلك البيت الطاهر النقي الذي وجد لتؤدية فرائض الصلاة فيه فتأدى فيه الصلوات الخمس وصلاة التراويح في رمضان وهو من أكثر البيوت التي لا تعرف أبوابها القفل هي المساجد فهي مفتوحة في البرد الشديد والحر القاتل ..مفتوحة ليلا ونهارا وتستقبل كل الفئات العمرية وكل الناس دون تمييز أو تدقيق فالجميع يحق له دخول بيوت الله ولا أحد بامكانه منعه من الدخول فهي بيت الله وليس بيت البشر لكي يقرروا من يدخل ومن يخرج ومتى يغلق ومتى يفتح وهذا معروف منذ القدم وأصبح طبيعي وليس فيه الدهشة أو الاستغراب الا أن الذي أيقظ دهشة الجميع من مسلمين وغير مسلمين هو اغلاق بيوت الله التي لا بد أن تبقى مفتوحة فهي بمثابة الباب الذي يدخل منه الانسان والعبد لربه ويتقرب منه أكثر قادما وتاركا كل شيء ورائه سوى أفعاله ونواياه يصطحبهما معه.

شهدت بيوت الله خلال هذه الأيام قفل كلي وليس جزئي ولم يقتصر القفل على أوقات أو أشخاص أو مناطق معينة وانما قفل كامل شامل بقرار الاغلاق على جميع المساجد ومنع الجميع من الدخول تحت قوة قاهرة وطارئة ألزمت من أصحاب القرار من وزارات الأوقاف ومشايخ الأمة بمثل هذا القرار والقفل الذي ألم بنا كثيرا وجعلنا نبكي عند سماع المقطع الأخير من الأذان الذي يقول " الصلاة في بيوتكم "..فأي ذنب ارتكبته أمة محمد ليتم اغلاق المساجد وحرمانه من حلاوة ولذة وأجر الصلاة والذهاب الى المسجد الذي بات مهجورا اليوم واغلاق أبوابه أمر الزامي لا بد أن يطبق ويحترم سواء قبلت أم رفضت .

فيروس كورونا هو السبب ..هذا الوباء الذي أدى هجر بيوت الله لأن الأرواح مهددة وللحماية والحرص على حياة البشرية تم اغلاق بيوت الله ..البيوت التي لا تغلق مهما كان ومهما حصل الا أن فيروس كورونا تمكن من منع الصالحين من تؤدية فريضة الصلاة بالمسجد وتؤديتها بالبيت خوفا من التجمعات التي تساعد في نشر هذا المرض الفتاك الذي ألزمنا وألزم ذوي الشأن على اتخاذ هذه الخطوة الأليمة الجريئة التي لا تحدث ولا يمكن أن تحدث فبيوت الله وأبوابها لم تبنى ليتم اغلاقها ..فهي كباب التوبة مفتوحة وكالرحمة التب لا يحرمنا منها خالق الكون.

بيوت الله لا تغلق الا أنه تم اغلاقها فالقلوب تبكي وتدمع وتتألم وتدعي ليزول هذا الوباء قريبا ويعود بيت الله كما كان ونحن على مشارف شهر رمضان الذي لن يكون له معنى ولا طعم وبيوت الله مغلقة.

ان سلامة الانسان فوق كل شيء والاهتمام الأول لدى جميع الديانات ليس الدين الاسلامي فقط الذي يعتبر من أكثر الأديان رحمة وانسانية ورفق بالانسان الذي كرمه الله ووضعه في المقام الذي يناسبه كمخلوق مميز ومختلف وذو عقل عن المخلوقات الأخرى الموجودة بالأرض ..فعندما يتعلق الأمر بحياة الانسان أو بصحته أو بضرر أو خطر ما يهدد حياته وسلامته واستقراره هو وجع العمل وفق لما تطلبه مصلحة الانسان والدين أول مؤيد ومساعد في ذلك ..وبناءا على الوضع الذي جعل منا سجناء في بيوتنا تم اغلاق بيوت الله لكي لا يتعرض المصلي والمصلين للضرر والخطر الذي بات فيروس كورونا يهدد به العالم أجمع ولم يؤدي الى غلق المساجد فقط فالحياة شبه متوقفة كليا وحال الناس في تعطل وكله من اجل الحفاظ على البشرية وتوقيف عدد الحالات المصابة وعدد الوفيات المرعب.

وان أغلقت بيوت الله التي هي المساجد فأبواب السماء لن تغلق في وجه من المؤمن الصالح فهي مفتوحة وان أغلقت جميع أبواب الأرض .

إرسال تعليق

0 تعليقات