Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

الطلاق ليس النهاية

الى كل حواء تعتبر أن الطلاق هو النهاية ولا بعده بداية فهي لم تستيقظ بعد من سكرة الطلاق ومن صدمة الفراق ولم تعي بعد أن الطلاق ليس هو النهاية فقد كان بداية للكثيرات اللواتي بالزواج ومع بعض الأزواج شعرن بالموت البطيء أو انه تم الحكم عليهن بالمؤبد وبمجرد الطلاق تحررن وشعرن بالحرية والاستقلال من الاحتلال الذي كان يوارسه الذكر على المرأة سيدته . 

يتم الطلاق لأسباب عديدة وحالات الطلاق تختلف الا أنها تتشابه جميعها في أن الطلاق هو الحل الوحيد لا مفر منه ..يتم انفصال الزوجة عن الرجل روحيا ونفسيا بعدها فعليا عن طريق الطلاق الشرعي والرسمي فكم من زوجة عن زوجها منفصلة وكم من زوج عن زوجته منفصل بروحه وقلبه ونفسيته وفعليا بالرجوع الى ما قيلا .. 

ليس أي زواج تم معناه سيستمرالى الأبد ولكن الذي مؤكد أن نية الزوجين قبل اتمام الزواج كانت تمشيء في طريق الزواج الأبدي الذي لا ينقطع لأي سبب كان الا أن بعض البشر وبعض الرجال وحتى بعض النساء يتم نزع القناع من أول يوم زواج ويبدأ الزوج والزوجة رؤية وجه أخر عكس الذي شاهدوه وعشقوه وحمسهم للارتباط واتخاذ قرار الزواج الذي أصبح الأن أمر مهم ولا يتم أخذه بعجلة وانما بهدوء وتفكير طويل وتحري وتحقيق واختبار . 

الطلاق ليس النهاية بالنسبة للرجل وليس الطلاق النهاية بالنسبة للمرأة ولكن في هذا الشق سنتكلم عن المرأة لأنها أكثر شخص متضرر بالطلاق وبالأخص في مجتماعتنا العربية وتعاني من نظرات وأحكام الغير عليها فهذا يتعبها ويقيد من اصرارها نحو الاكمال والتفكير في حياة جديدة وأنها ولدت من جديد فعلا. 

لا تطلب حواء الطلاق الا اذا كانت قد تضررت فعلا من هذا الزواج ولم تعد تشعر براحة ولو جزئية ولو نصف جزئية في هذا الزواج..تتطلب حواء لأنها لم تعد تتحمل أكثر فالزوج قد حملها فوق ما لا تطيق ويستمر في تحميلها الكثير ويريد في المقابل سوى زوجة لا تمتنع ولو لحظة واحدة عن أداء مهامها وواجباتها كما يجب وأكثر مع أنه هو مقصر فوق التقصير والتقصير.. تترك الزوجة الزواج وترحل وتفضل الطلاق لأنها لم تعد تعتبر هذا الزواج الحياة التي بها تواجه وتعيش الباقي من عمرها .. تنسحب المرأة وقت من تجد كرامتها في الأرض والذل والاهانة هو الذي يتعامل معها طوال الوقت.. 

كيف لحواء أن تكون متزوجة وليس هناك بيت زوجية.. كيف لحواء أن نعتبرها متزوجة وهي حتى لا تشعر بأنها متزوجة احساسا وشعورا وفعليا .. كيف تستمر حواء في زواج قد قتل كل جميل فيها ودفن كل حيويتها ونشاطها ومحى كل أمنية وحلم هي تعيش لتحقيقه..كيف تقف حواء وتدافع عن زواج لم يعطيها الا الاهانة والذل وقلة القيمة وسوى المعاناة التي سرقت من عمرها وجعلت منها كهلة وهي شابة.. كيف لحواء أن تدافع وتكافح من أجل زواج أتعبها نفسيا التعب الذي لا يتخيله بشر ويوصلها لدرجة الشعور الفعلي الحقيقي بالموت .. فلحواء في كل هذه الحالات وأكثر من ذلك بكثير الحق والحق والحرية الكاملة شرعا وقانونا وعرفا أن تطلب الطلاق من الزوج والمحكمة ومن كل من له حق منحها الحرية والاستقلال بالطلاق. 

ان الله أتى بالطلاق لحكمة عظيمة وبالغة الأهمية فلو لا الطلاق لكان ليس هناك زواج فعلي ولكان العديد من الأزواج تخلصوا من بعضهما البعض لعدم قدرتهما على تحمل بعضهما البعض وعلى الاستمرار في حياة هما يروا أنها موت وسجن لا بد من الخروج منه. 

نعم زواج البعض سجن وعذاب والطلاق حكم بالافراج وتوقف عن العذاب ومتنفس للعديد من النساء والرجال وفي نفس الوقت ليس بالنهاية وانما هو بداية وبداية موفقة مليئة بالاستفادة والتجربة والحكمة والوعي والادراك والنضج الكافي الذي يمنحهم صلاحية الاختيار الكامل دون تخوف وخوف وقلق . 

عندما الزواج يفتقد للمودة والرحمة وحسن المعاشرة وللكلمة الطيبة والمعاملة الطيبة لن يبقى هناك زواج وان كان قائما أمام الناس وبالأوراق الا أنه في الحقيقة المخفية هو لا أساس له ولا وجود له عند الله وفي نفوس الأزواج . 

أيتها المطلقة أنتي حواء الرائعة منذ الولادة الى الأن ولقب مطلقة لن ينقص منك وانما أنتي حواء كما يعرفك العالم أجمع وكما حكى الله عنك في كتابه الكريم وذكرك النبي في أحاديثه وجلساتك التوعوية الدينية الاسلامية. 

ان المطلقة التي تخاف من كلمة مطلقة فهي لم تتقبل فكرة أنها مطلقة بعد رغم طلاقها ويجب عليها التأقلم ومواجهة نفسها بوضعها الجديد والوقوف وقفة الصارم الجدي الحاسم الذي لا بد أن يترك الماضي للماضي ويشق طريقه السليم المستقيم الصحيح الأن قبل بعد قليل لتتخلص من كل أثر سلبي مؤلم جعل منها ليست بحواء التي نعرفها. 

كل امرأة طلقت زوجها فهي بالفعل قد حددت طريقها وحسمت أمرها وهي جد مقتنعة وراضية بهذا القرار وهذه الخطوة التي ان لم تتخذها لكانت قد فعلت ما هو أبشع أو قد وقع عليها ما هو أسوأ..لذا فكل مطلقة طلقت زوجها أو طلقها تزيح من عقلها وفكرها فكرة أن الطلاق هو النهاية فهو ليس النهاية فهو كل البداية والبداية القوية التي تأخرت حواء في سلكها والمباشرة فيها وها قد حان الوقت لتأخذ فرصتها من نفسها ومن الحياة ومن البشر ومن الفرص . 

عظيمة أنتي يا حواء وان كنت مطلقة فالطلاق لن يعيبك ولن يقلل منك بتاتا فأنت عظيمة الأمس واليوم وغدا رغم كل المسميات والظروف والتغيرات. 

فلتحيا كل مطلقة في هذا العالم بالحرية والنجاح وبحياة أفضل قد كتبت لها بعد اجتياز بلاء وابتلاء قد نجحت فيه وخرجت منه بطلاق سيكتب لها ولادة جديدة ترضيها وتسعدها وبنجاح هي ستحققه والأهم من كل هذا استرجاعها لكرامتها ولذاتها التي ضاعت بين تسلط واستبداد رجل ..بين عنف وقسوة زوج.. بين ظلم وحقد رجل .. بين فشل رجل هو يبكي لخسارة لن يمنحه لا القدر ولا الوقت ولا الحياة ولا الزمن على استرجاعها فالفرصة قد ضاعت وامرأته قد طويت صفحته وأحرقتها ودفنت رمادها . 

ان الطلاق مكسب للرجل والمرأة وللمرأة خاصة في العديد من الحالات. 

 

نورة طاع الله 



Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات