Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

موعد النهاية

لكل بداية نهاية هناك نهايات منها تكون البدايات فالطفل طفولته تنتهي والشاب يتنقل الى الكهول وصغير الأمر أصبح كبير اليوم والحكاية تنتهي والعمل يبدأ ولسن معين يتوقف وأمور كثيرة نعيشها تثبت أن موعد النهاية حتمي وأكيد وأقواها الموت فنحيا كبداية والموت نهاية لتلك البداية ودوما نحن نستعد للبداية كما نستعد للنهاية التي هي خلاصة ونتيجة البداية ..نسعى وقد يستمر سعينا طويلا ولكن ان لم ينتهي بحياتنا سينتهي بموتنا والأمل لا ينتهي الا أنه ينتهي بانتهاء صاحبه والصحة لها بداية والنهاية في عمر معين تبدأ تنتهي الى أن يدفن الجسد في قبر كجثة النهاية . 

الا أن احيانا تشغلنا متائع الدنيا ولذاتها وتنسينا في النهاية القادمة فندخل في غفلة عميقة وتكون الحياة في جانب اللهو والمتعة الغير مشرعة فهي كالخمر الذي سكرته قوية وفعالة لا يتم الاستيقاظ منها بعد عدة سنوات لا فقد يصل الأمر الى عديد السنين فالشيطان قد زين لرفيقه والذي يمشي على دربه ويسير وفقا لمخططه الحياة التي هي في الغالب بداية لا تحين نهايتها أو بداية لا يفكر صاحبها في النهاية . 

وهناك قبل أن يبدأ يركز على النهاية أكثر من البداية وهذا خطأ طبعا فلا بد من التركيز بكل مرحلة على حدى واعطاء الأولية للبداية فهي تسبق النهاية بكثير..كما أن هناك من يسبق النهاية قبل أوانها وقبل موعد حلولها وهذا قد لا ينفع كما يتصور البعض. فعش بدايتك بكل تفاصيلك ولا تستعجل على النهاية لأنها أتية لا محالة وقادمة دون شك في ذلك كما لا تنسى أن هناك نهاية فلا تعش بداياتك وما يليها دون التفكير في النهاية التي ستصل اليها يوما 

الجميل في النهاية أن تكون نهايتك ليست كأي نهاية ..نهاية جالبة للفخر والعزة..نهاية نجاح يخلد وانجازات تتحول الى تاريخ يذكرك حتى في غيابك ..هذه الأشياء لا تكون بلا سعي واجتهاد قبل البداية وفي البداية وبعد البداية لتصل في أخر المطاف الى نهاية كما رسمتها وأحسن بكثير والأهم في هذا الوقت التي هو خادم ومانح للفرصة وغير متساهل في نفس الوقت ولا يعرف اللهو واللعب الا في الأوقات التي تتطلب ذلك ..فلا بد لكل واحد منا أن يكون حكيم في تسيير وقته وترتيب مراحل حياته جميعها حسب الأولية والضرورة ليحظى بالاخير على ثمرة تسعده وتريحه ويجعله يرفع رأسه عاليا بفخر ويعانق السماء التي سيكون جارا لها بنهاية تؤكد كد وعمل ونضال منذ البداية . 

قد يخدمك الحظ في النهاية ويساعدك ويقف بجانبك القدر الذي لا يظلم كل نفس اجتهدت وكافحت وثابرت من اجل نهاية سعيدة ولو حتى مرضية ترضي خالقه وترضيه هو وتجعله يعيش كريما في الدار الثانية وهذا ما يسعى اليه القلة القليلة للأسف في الوقت التي كثرت في الوسائل التي ألهت المرء على التفكير بصورة جيدة والعمل بطريقة سليمة وصحيحة ومفيدة لنهايته التي لا يدري موعدها كما أن هناك أمور تنتهي دون رغبة منا كنهاية علاقة ما أو عمل ما أو حب ما أو رابط ما فقد تنتهي بلا قرار منا وبلا سبب من طرفنا الا أنها تنتهي من طرفهم ولكن أكيد هذه النهاية فيه خير وصلاح بلا شك. 

نحن في الحياة مسيرين لا مخيرين فبعد النهايات تكون خارجة عن سيطرتنا وأيدينا فخيرت لنا رغم وفائنا واخلاصنا واتقاننا وتفانينا . 

المرء لا يدري نهايته أين في هذا المكان أو في غيره ..في هذا العصر أو في القادم فلا يدري ولا يعلم وحتى النهاية التي رسمها ويسعى لأجل تحقيقها كما تم التخطيط والترتيب والتجهيز لها قد تأتي عكسا تماما اما عكسا يكافئنا مكافئة هي مفاجئة أو مكافأة هي صدفة ومفاجعة. 

فعند البداية على البادئ أن يكون صاحب ايمان وثقة بالله وبنفسه وينوي الخير والصلاح لنفسه ولما ولمن حوله وان الله لا يضيع عمل عبده الصالح الذي أراد الصلح والصلاح لنفسه واخوته وللبلاد. 

 

نورة طاع الله 



Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات