Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

الغياب المبرر

قد تمنعنا الحياة الخاصة الباطنية والحياة الخاصة الظاهرية والحياة العامة من القيام ببعض الأمور في وقتها وببعض الالتزامات التي تؤجل الا أننا نؤجلها لأننا وقتها نكون جد غائبين ولا نقوى على الحضور وهذا الغياب قد يكون غياب فعلي ..غياب واقعي ..غياب مع حضور بمعنى أنا حاضرة الا أنني غائبة بالشعور والتركيز والتواجد المعنوي ...أرى وكأنني لا أرى وأسمع وكأنني لا أسمع فلا أنا هنا واننا أنا هناك ..فالتيهان هو السبب والمتسبب في هذا الغياب المصطحب للحضور ..فكم من غائب هو حاضر بالجسد وكم من حاضر هو غائب وكم من غائب قد غاب بكل أنواع الغيابات وهذا ما نعرفه ونطلق عليه بكلمة غائب وبلقب غائب مباشرة لأن الأمر والغياب هنا واضح جدا ولا يحتاج لنوع الفلسفة والدخول في العمق الذي لا يتقن الكثير التجول والغوص فيه كما يجب فيزدادون حيرة ويفتقدون حاسة التركيز والانتباه. 

هناك ما الذي يجعلنا نغيب نغيب لا لمرة وانما لعديد المرات مع التاكيد على أننا سنكون من أوائل الحاضرين الا أننا نغيب فهناك المانع القوي الذي أخرنا وأسقط وعدنا بتأكيد الحضور ..فنكون جدي حرجين مما فعلناه بلا سبب منا وانما الظروف وبعد الأمور الخارجة عن السيطرة والتحمل من طرفنا قد أوقعتنا الوقعة التي جعلت منا غائبين عوض الحاضرين المهمين الأساسيين. 

قد يكون لغيابنا مبرر واضح ونعرفه ونعرف به ونبوح به عند أول لقاء وفرصة وقبل طرح السؤال المتمثل لما الغياب نقول قد وضعنا الأدلة والبراهين وأتينا بالمبررات مقنعة كانت أو غير مقتنعة ليتم توضيع عديد النقاط والغموض الذي حصل وكان وهذا ما يكون غالبا ودوما من طرفنا ومن طرف الجميع الا ان هناك من يكون له أسبابه المقنعة الحقيقية القوية التي تبرئه من تهمة الغياب التي قد تصل الى لوم وعتاب شديد شبيه بالاتهام .. ورغم أنه بحوزتنا ما يبرر غيابنا وموقفنا الصغير جدا الا أننا نفضل الاحتفاظ بتلك الأدلة والمبررات ونمتنع عن قولها أو حتى التلميح بها لينتهي الامر لصالحنا وان لم ينتهي لصالحنا يختفي ذلك التوتر والجو العكر في الحال ولا يدوم طويلا كما يحدث دوما مع الكثير في مثل هذه الحالات ويبتعد عنا اتهام الاهمال والتقصير واللا مبالاة التي لا نفضل أن يتم وصفنا به وان كنا جد مخطئين ومقصرين ومهملين بأي درجة كانت. 

قد يكون المانع الذي منعنا وتسبب في غضب وحزن الغير مانع نفسي سري جدا وشخصي جدا لا نريد الكشف عنه رغم الحاجة الملحة والضرورية التي تلزمنا على سرعة التوضيح والتبرير بأي طريقة كانت ورغم هذه الضرورة نحن صامتين فهنا يكون الغياب المبرر الذي نعلمه نحن ونسعى الى اصلاح ما حدث بعيدا عن اعطاء المبررات مباشرة وبشكل واضح وصريح وانما بطرق أخرى تردي الى لين القلوب وصفاء الجو مع المعنيين العناصر الأساسية في هذا الشأن. 

ليس كل غائب له مبرر وبامكانه اعطاء المبررات في لحظتها أو في لحظات أخرى كما يجب وكما هي فهناك من يمتنع رغم توافر المبررات والأدلة الا أن الامتناع يرى فيه الجانب الصحيح وفيه الكم الجدي من الصواب ..ليس كل غائب لم يستطيع الحضور فقد يكون بارادته وبرغبة منه غاب فهناك الذي اتحد معه مع نفسه وداخل نفسه فقرر الغياب الذي يكون باقتناع أو بغير اقتناع ..وكم من غائب قد قصد الغياب دون موانع فقد أراد أن يكون بعيدا غائبا وله ذلك متى كان الحضور غير ضروري . 

الغياب المبرر ليس دوما نصرح به ونقدم بيان عنه فقد نتركه غامضا بلا ملامح فننسى ويكون النسيان .

Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات