Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

لكي لا تبكي ندما

لكي لا تبكي ندما

بقلم : نورة طاع الله


لا يمكننا أن نحكم على الناس من شكلهم أو مظهرهم ولا من حالتهم الظاهرة الواضحة أمامنا وانما من مواقفهم وحديثهم وحوارهم معنا ..من أفعالهم وسلوكياتهم التي تبين معدن ذلك الشخص ومن يكون وحتى ما اهتماماته وما انتمائه وطريقة تفكيره والكثير من الأمور التي تتضح لنا وتعرفنا على ذلك الشخص لا التعريف المنحصر في الاسم والعمر والحالة الاجتماعية ونقاط أخرى معروفة يتم التطرق اليها عند كل تعريف سطحي سريع .

ان النوايا هي من تترجم الى أقوال وأفعال وكذا الأقوال يتم ترجمتها الى الأفعال الحاسمة الموضحة المبينة للعديد من التساؤلات الاستفسارات الشكوك والمخاوف ..الفاتحة للأبواب التي صعب علينا فتحها ودخولها في الأول الا أن بالأفعال تم فتحها ومتى فتحت ظهرت الصور التي يشوبها الغموض والتشويش ..فالأفعال نتيجة لا شك ولا غموض فيها .

ليست كل النوايا تكشف ويتم اخضاعها للترجمة وليس كل شيء يقال والأقوال ليست جميعها تترجم فمنها ما يبقى مخزونا مكتوما كالسر والأسرار والخبايا ..فأفعالنا مسؤوليتنا ويقع على عاتقنا تحمل ما قد ينتج عنها ..كما أن أفعالنا البعض منها يخصنا ويعنينا دون غيرنا وغيرها من الأفعال التي يجب أن تكون بالتزام والواجب والفطرة والضرورة ..فلا بد أن لا نكون كالكتاب الذي هو في متناول الجميع بدون استثناء فالسرية والحياة الخاصة لا تضع ولا تكون متوفرة التوفر الذي يستخدمه الجميع...فلا بد لنا أن نفرز الأقوال والأفعال فهناك ما يقال ومالا يقال وهناك يفعل ومالا يفعل وذلك لكي لا نقع في كوارث ومصائب ومشاكل الأقوال والأفعال ولتجنب تلك النتائج والمخلفات التي تعرضنا للمسائلة ولتحمل المسؤولية والعديد من الأمور التي نحن في غنى عنها .

من تجنب مصائب الأقوال والأفعال والنوايا تجنب الندم الذي يسقطه أرضا ويبكيه ندما بالدم لا بالدمع فقط.

ان الندم شعور صعب وهناك من لا يقوى على الندم ولا يتمكن من التغلب عليه ويكون ضحية لدى الندم يطبق وينفذ عليه جميع العقابات والقوانين والقواعد التابعة للندم التي تجعل من صاحب الندم ميتا وهو حيا ..وكل من ندم قد ذاق مرارة الندم البشعة التي رغم قدم تذوقها الا أنه لم يتأقلم ولم يعتاد على ذلك الشعور والطعم ..والندم ليس شعور وطعم وفقط وانما هو حياة وللندم حياة لا يتمناها المجنون حتى لأن لا حياة بالندم وبوجود الندم ولكي لا تكون ضمن هذه الحياة .

لكي لا تبكي ندما ابتعد وتجنب كل شيء أنت تدري وغيرك يدري فنصحك وأرشدك ووجهك وعرفك أن الندم هنا ونحن بكل غرور ومبالغة وشجاعة الأغبياء وقوة الحمقى وقدوم التافه قلت للندم لن اخاف منك بفعل ما يجلب الندم ..فهنا أنت قد وقعت في الندم بارادتك وبتهورك وتسرعك الذي جعل منك باكيا يبكي بأعلى صوت ندما.

لكي لا تكون ضمن قائمة الذي بكو ويبكون ندما كن حريصا حذرا منتبها واعيا مدركا ..تعرف ما لك وما عليك وما قد يصيبك وكيف تمنع نفسك وتحميها من الندم الذي هو خطر فعلا سيحطمك لا محالة ..فالأفضل أن تكون أقوالك وأفعالك وكل ما يصدر منك نتائجه بعيده كل البعد عن نتائج ومخلفات الندم ولكل واحد منا له تقدير من خلاله يقدر ما الذي يسبب الندم ومن لا ندم فيه ووفقا لذلك يتم التصرف والعمل .

لكي لا تبكي ندما استعن بالعقل ودعه يرافقك دوما ولا تغيب عنه ولا تجعله يغيب عنه لكي لا تكن لك تجربة من الندم فتندم فوق الندم لأنك تعرف مواطن الندم ومخلفاته ومسبباته وتجاهلت بكل جنون وتسرع وتهور وطيش فكان الندم نصيبك .

وان ندمت يوما لا تبقى جالسا مرميا على أرضية الندم وانما قف وقل كفى لك وللندم وابدأ من جديد وخذ من الندم ما يفيدك وبخرجك من دوامة الندم ..فلك فعل ذلك أيها النادم بارادة وثقة بالله وبنفسك وبايمان وتفاؤل وأمل في أن الغد أفضل بسعيك وتحديك وعزيمتك

إرسال تعليق

0 تعليقات