Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

الحنان المعتدل

الحنان المعتدل

بقلم : نورة طاع الله


لا يوجد لا وجه الأرض حنان يضاهي ويقارن بحنان الأم فالحنان كله الأم والحب كله الأم والعطف كله الأم ولو اجتمعت حنية البشر جميعا والدنيا كلها لوجدنا حنية الأم سابقة ومتفوقة ..فالحنان الحقيقي الأم ..والحنان الحقيقي عند الأم والحنان الحقيقي خلقت في الأم وعندما نقول الأم نقول الحنان وعندما نقول الحنان نقول الأم بدون تفكير أو انتظار .

حنان الام الفائض الزائد قد يخرب شخصية الاولاد ويقلل من قوتهم واعتمادهم على نفسهم ..فقد يصل هذا الحنان الى الخراب وتدمير الأولاد بدون قصد من الأم فالأم خلقت حنونة وخلق الحنان عندها وبالأخص على أولادها فأكبر كائن حنون على أولاده هي الأم وكذلك الأب حنون على أولادك ولكن حنانه ذلك الحنان المعتدل الذي فيه هيبة واصلاح وتعليم وتوجيه وارشاد أقوى من الأم ..حنان الأم ظاهر وبين حوضوح الشمس وظهور الشيء في وضح النهار أما حنان الأب لا يبين ولا يظهره بشكل واضح فيخفي ما يستطيع أن يخفيه ليصنع من ابنه شخصية مسؤولية قوية يفتخر بها عكس الحنان الزائد الذي قد يؤدي الى هلاك الأولاد وتضييعهم وعوض نجاح أولادهم يرو فشله واتكاله الكلي على من قدمو له الحنان بزيادة غير مرحب بها ولا ينصح بها بتاتا.

الحنان المعتدل هو ذلك الحنان الموجود عند الأب الذي يخاف على ابنه ويريد أن يرى ابنه رجل بكل ما تحملها الكلمة من معنى بشوق ولهف كبير فيفضل أن يكون حنانه معتدل لكي لا يخرج الابن عن السيطرة ويفقده ويصبح نادما متحسرا عليه فحنان الأب اضافة الى أنه حنان معتدل هو حنان عاقل ينظر للأمور بعقلانية ووعي كبير يخدم الأولاد ويفيدهم ..فالأب بحنيته المعتدلة يجهز ابنه للحياة ومتاعب الحياة ومشقات الحياة ويصنع منه انسانا قادرا قويا شجاعا مقاوما معتمدا على نفسه وحتى مسؤول على والديه ومواجه لكل الصعاب التي يواجهها هو ومن حوله فحنية الأب هنا المعتدلة في صالح الأبناء وتربية تنتج النتيجة المرضية المشرفة التي تدعو للفخر والاعتزاز .
أما حنان الأم فكما نعرف جميعا حنان لا حدود ولا نهاية له عكس حنان الأب الذي يفضل دوما أن يكون حنانه في الدانب المعتدل الذي من خلاله يبشر خيرا ويتفاؤل عكس حنان الأم التي تعطي وتعطي وتعطي بعاطفة قد غلبت العقل والتفكير السليم حتى أنها ان قررت أن تجعل حنانها كحنان الأب معتدلا لحظتها لن تستطيع أن تمشي وفق الحنان المعتدل ودون شعور منها تجد نفسها عادت الى حنانها الأصلي الذي خلقت عليه ولكن لا يمنع هذا الحنان الكبير بأن يتم توزيعه بشكل صحيح يفيد الأولاد يزودهم بالحنان المطلوب الكافي الذي يساعدهم على تكوين شخصيتهم وكيانهم دون نقص في هذا الجانب وحتى في جوانب أخرى تحتاج الى حنان ورعاية لتكون جيدة وكما يجب..لا بد من عدم منح ذلك الحنان دفعة واحدة بكل الأوقات دون مراعاة الوقت والعمر والمكان وما قد يفيد الابن وما قد يضره فكما للحنان ايجابيات هناك سلبيات والسلبيات قد تمحي تلك الايجابيات التي لن يكون لها أثر على الابن الذي الحنان أثر عليه سلبيا لا ايجابيا.

لا بد على الأم أن تتبع الأب وتحاول قدر الامكان أن تقسم حنانها وتجعل منه معتدلا يشبه اعتدال الأب الى حد كبير مع مراعاة الطريقة فطريقة الأم في حنانها مختلفة عن طريقة الأب في حنانه فتبقى الأم في حنانها على أنها أم وحنيتها حنية أم مع جعل الحنان في الشق المعتدل الذي يساعد الأب في تكوين أولادهم التكوين الجيد الذي لن يندموا عليه يوما .
الحنان المعتدل هو أنسب حنان لا يخرب ولا يدمر أولادنا ولا يجعل منهم بلا هدف ولا معنى سوى أنهم يظلون تحت رعايتها حتى في السن الذي المفروض فيه نكون نحن تحت رعايتهم.

إرسال تعليق

0 تعليقات