Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

الواعد هرب وعاد

الواعد هرب وعاد

بقلم : نورة طاع الله


ان الوعد ذلك العهد وتلك الكلمة التي خرجت كالرصاص وكالسهم الذي اذا صوب وخرج لا يعود هكذا هو الوعد متى تم الوعد لا يجوز ولا يصح التهرب والتخلي عن الوعد فهو في حكم الشيء اذا كان لا يختفي ولا ينتهي الا بأدائه ..فهو واجب عن ارادة وعن رغبة من خلال ابداء الواعد برأيه بموقفه بشيء ما عن طريق الوعد الذي قطعه فهنا واجب الوفاء بالوعد لازمة وعلى عاتق الواعد .

متى وعدت فالأفضل أن لا تقيد وعدك بمدة زمنية طويلة نوعا ما لا بالقصيرة التي تنقضي بسرعة وهنا تحديد المدة من الأفضل عدم تحديد المدة والوقت يكفي الوعد وقطع الوعد واعطاء العهد والكلمة والثقة والصدق والأمان والطمأنينة والراحة من الوعد الذي لدى الغير كالقانون الذي يطبق يطبق فيستحسن تركه لظروفه .

كثيرون من يستعينون بالوعد كنوع من التهرب من الأمر في الحين وذلك يحملهم مسؤولية هم في غنى عنها ولكنهم يلجئون الى اعطاء الوعد والنطق به بتسرع وتهور دون تفكير ودون مشاورة النفس عن مدى قدرتها وتمكنها من تنفيذ هذا الوعد أم لا وانما يتم طلقه كالرصاصة التي يطلقها صاحبة في حالة غضب وتسرع شديد يؤدي بحياة الناس وبحياة للخطر والتهلكة.

هناك من الوعد في لسانك ككلمة كيف حالك وصباح الخير ..فهو في الصباح يعد وفي المساء يعد وبشكل مستمر والوعد كالريح الذي جاءت ورحلت ولم تكون في حين الموعود له ينتظر منه الوفاء وتطبيق وعدك في أعمال ومواقف وتصرفات تسلم للموعود له حقه من الوعد الذي قطعته وصدر منك الا أن الواعد قد وعد لأن الوعد في لسانه كسائر الكلام الذي يقال بشكل يومي ودائم هذا هو الوعد عنده وهذا النوع من الواعد يخسر الكثير من ثقة الناس ويقل مقامة وشأنه ومكانته بين الناس لأن الوعد أمانة يجب تؤديتها والحفاظ عليها كما يجب عكس ما يعتبره البعض أن الوعد كتصبيرة وتشجيع على الانتظار في العدم ومن العدم.

الوفاء بالوعد من الأحسن أن لا تطول مدته لأن هناك من ينتظر بفارغ الصبر وقد وضع أماله في وعدك الذي يرجى أن يكون وفق دراسة وتفكير واتخاذ قرار عن عقل وهدوء وتريث لكي لا تقع في موقف حرج وتحرج من معك من وعدته فهو قد وضع الثقة والأمان في وعدك الذي ان لم يتم كما يجب ينزل مستواك وقيمتك لديه وهذا طبيعي ووارد.

قد لاحظنا في حياتنا من وعدنا وهرب جراء الوعد الذي وعده ..فهناك من يعد دون طلب من أحد ودون شرط مرهون بوعد من أحد وانما بكامل ارادته ورغبته وقرار منه منح وعده لنا وفي حالة انتظارنا ومطالبتنا برؤية الوعد ميدانيا يهرب الواعد وكأننا نحن من فرضنا عليه اعطاء الوعد لا من هو بكل حرية وارتياحية وعد الوعد الذي الغرض منه حسب نيته واعتقاده هو التهرب في اللحظة التي صدر منها الوعد ورمينا بالجانب الأخر الذي يجعلنا ننتظر ونتأهب فعل صغير يدل ويبشر أن هذا هو الوعد ..فبالفعل هناك من يلجأ للوعد بغرض التهرب من الذي له حق عنده أو شيء ما أدى من ذلك التهرب والاحراج والخجل صدور وعد قد يعقد الأمر أكثر ويؤدي بالعلاقة الجامعة بين الواعد والموعود له الى الانقطاع بشكل سيء غير محبذ نهائيا.

متى هرب الواعد من وعده فهو لأنه وعد من أجل التهرب فهرب ووعد من أجل اعطاء بصيص أمل..ووعد من أجل وضع الأمر في خانة الانتظار..ووعد من أجل تقوية صبر الموعود له..أو وعد لأنه رأى نفسه قادرا وقتها وفي الوقت اللاحق هو غير قادر فهرب خجلا وحياء من المواجهة وهنا وفي هذه الحالة لا حاجة للهرب لأن نية الواعد حسنة ووعد في ظروف جيدة وحسنة شجعته وحمسته وحفزته أنه يعد الا أن الظروف ساءت معه فيكفي هنا أن يعتذر ويقدر الأسباب والظروف التي منعته من أن يفي بوعده وعلى الموعود له أن يقدر ويعذره..ولهذا وجب أن لا يكون الوعد مقترنا بمدة وقبلها قبل اصدار الوعد لا بد من التأكد الكلي أن النفس وامكانياتها وقدراتها قادرة على الوفاء بالوعد ليكون الواعد في المرتبة التي تناسبة لا أن يكون كذابا ومخادعا ومنافقا وخبيثا وغشاشا لأن هناك من يستعمل الوعد كنوع من الكذب والضعف والاستسلام والغش والاستغلال وغيرها الكثير من الأمور التي يتم فيها الحاق الضرر بالغير من وراء الوعد.

مهما هرب الواعد من وعده مصيره أنه يعود بعد أن ينسى الموعود له ومن حوله وعد الواعد ولكن أي عودة هته التي بلا ظهور مشرف وراقي ومتألق

إرسال تعليق

0 تعليقات