الأرواح تباع وتشترى
بقلم : نورة طاع الله
باتت الأرواح بلا قيمة ولا مقام ولا مكانة فهناك من هم يموتون لأنهم موجودون على الأرض وبقلب الحروب والمعارك الذي يدخل فيها الأقوياء وما يتأذى منها سوى تلك المساكين المحرومين الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة ولا ذنب لهم سوى أنهم يسكنون أرض الوحوش والأقوياء الذي يأكلون الضعفاء بلا تأخير ولا وضع في الحسبان أن هذا انسان مثله ولا يجوز معاملته بمثل معاملة أقل من الحيوانات وأن روحه ملك لخالقة ولا يجوز التقرب منها تحت أي وضع كان فله حق العيش مثله مثلك الا أن سارق الأرواح وبائعها ومشتريها لا يهتم لكل هذا سوى لمصلحته وربحه وما يعود اليه ولاشباع رغبته الجنونية التي تهوى رحيل الجميع ممن يراهم هو لا يستحقون العيش ولا يود رؤيتهم أمامه واقفون ولا من حوله يمرون ولا حتى ورائه متواجدون.
نعم الأرواح تباع وتشترى ..تلك الأرواح الصغيرة وحتى الأرواح الكبيرة ومن الجنسين الذكر والأنثى فالروح لم تعد لها قيمة ..قيمتها في الثمن الذي يأتي من ورائها نتيجة بيعها واستلام ثمنها دون تفكير بأن هذا جريمة كل العقابات الصعبة تطبق على الفاعل .
يتم خطف الصغار ووضعهم في غير مكانهم المعتادين عليه..المكان الذي يزيد من خوفهم ويميتهم الموتى الأولى قبل اغتصابهم أو بيعهم مباشرة للذين بحاجة الى بيع أعضائهم بعد قتلهم وسحب الروح من الجسد أو حتى نزع الغرض الذي من أجلهم خطفوهم وهم أحياء ويشاهدون ويتألمون فهذا أصعب موت على الصغير أم الكبير فالألم واحد الا أن الصغير لا يقوى على شدة هذا الألم وهذا العذاب الذي لا يعرف ما سببه وما ذنبه وما الفعل الذي ارتكبه سوى أنه مر من أمامهم وكان ذلك الطعم السهل المنال ..أو التجار بهم بجميع أنواع التجارة البشرية من استغلالهم في السرقة ..في الدعارة ..في أمور كثيرة غير انسانية ويعاقد عليها الدين أولا والقانون بشدة وبأحكام لا ترحم من لا يرحم.
صغارنا يتم بيعهم وهناك من يشتري وكبارنا كذلك يتم بيعهم وهناك من يشتريهم والمرأة تباع وتشترى ولكل مشتري طريقته في التعامل مع الروح التي اشتراها وله حق التصرف فيها كما يحب ويشتهي ويريد فهو المالك لها وهو صاحبها متى دفع ثمنها ..وكأن تلك الأرواح ألعاب لا تتحرك ولا مشاعر ولا أحاسيس ولا روح تسكن الجسد ليتم بيعهم بلا ارادتهم وانما باستعمال القوة ثم القوة وعند الاعتراض الموت مباشرة وكذا الحال عند المشتري ..حتى أننا هنا لا نستطيع أن نقول هذا عبد وانما أقل وأسوأ .
متى ينتهي كابوس هذه التجارة التي جعلت الأولياء يعيشون في رعب وخوف رهيب على أولادهم وعلى بناتهم بالذات وعلى أهل بيتهم ..الى متى تستمر هذه الجرائم التي تهدد الاستقرار البشري والحياة البشرية ..الى متى فالوضع والجرائم مستمرة وفي تزايد وبالأخص في بلادنا العربية وهناك العديد من القصص والقضايا المفتوحة في مكاتب الشرطة والأمن ولم يجد لها الدلائل .
بالواقع لا بيع ولا شراء ولا اتجار بالأرواح ورغم ذلك هناك تجارة بشرية عمرها سنوات طويلة ونشاطها مستمر ومتواصل .
فعلى كل روح أن تحمي روحها من البيع والشراء كيف ..لا نعلم وانما وجب الحذر والحرص والحيطة بقدر الامكان ليكون كل واحد منا في أمان ..الأمان الذي منه تسحب الأرواح بكل سهولة في التعدي والتجاوز.
الأرواح تباع وتشترى والبائع موجود والمشتري موجود والتجارة نشطة وبها ربح وفوائد رهيبة وكله على حساب الأبرياء..ولهؤلاء الأبرياء رب يشاهد ويتوعد كل ظالم
0 تعليقات