Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

ودع الخوف

ودع الخوف

بقلم : نورة طاع الله


أمور كثيرة في الحياة تجعلنا نخاف من الذي نحن فيه ومن المستقبل والقادم وقد يكون بهذا الخوف مبرر وقد لا يكون له مبرر قوي يستدعي الخوف الا أن الخوف حاضر ومسيطر علينا ونشعر به باستمرار أو بشكل متقطع .

الذي يخاف بالليل ليس كالذي بالنهار فخوف الليل يحدث ومع الكثير من الناس كبار كانو أم صغار وذلك راجع الى الظلمة التي تخنق وتخيف الى الهدوء فهناك من يخيفه الهدوء التام الذي يحضر بالليل خاصة وبشكل خاص..أما الذي يخاف بالنهار فهناك ما يخيفه ان كان بشر أو أماكن أو أمور أخرى قد زرعت الخوف والرعب فيه ولكل خائف الحادثة التي ولدت ذلك الخوف..أما الذي يخاف بالليل والنهار معا فهذا اتعس وأتعب الخائفين فهو لا يعيش الحياة كما يجب وأصلا لا حياة ولو بالشكل العادي الطبيعي بوجود الخوف وبالأخص الخوف الدائم المستمر .

من استسلم لخوفه فالخوف لن يرحمه ولن يعطف عليه وانما سيزيد من أتعابه وهمومه وألامه ومعاناته ..فمتى سلم الخائف نفسه للخوف كليا أو جزئيا فهو تحت سيطرته ويمشي وفقا لقواعده وقوانينه التي دوما لا تكون لصالحه وانما ضده ولا تفيده ولا تنفعه.

ان الخائف شخص لا يسيطر على مشاعره وأحاسيسه المكسوة المغطاة بالخوف وهو الشخص الذي لا يمكنه التواجد بالمكان الذي يخيفه ومع الشخص الذي يخاف منه فعنده استسلام كلي قبل المواجهة لذلك هو لا يواجه خوفه أبدا ودوما في هروب وتسلل منه .

من أعطى للخوف مساحة أكبر من المساحة التي استولى عليها فلا يلوم خوفه الذي بكل ارتياحية وحرية يتنقل ويحوم ويتصرف وكأنه أنت لا الخوف .

من لا يعرف فليعرف أن الخوف لن يجعلك تتقدم الى الأمام ولن يمنح لك القوة الكافية للمواجهة والمنافسة والظهور الطبيعي العادي ..من لا يعرف فليعرف أن الحيطة والحذر والحرص في الخوف مبالغ فيه جدا وقد تخطى كل التوقعات ..كما أن الكم الكبير من الحذر والحيطة والحرص قد زادوا من خجم الخوف ومن بقائه وتواجده الغير مرحب به اطلاقا..من لا يعرف فليعرف أن الخوف فشل واستسلام وضعف ..الخوف ندم واختفاء وهروب..الخوف يأس وتعاسة ومأساة ..الخوف النهاية قبل البداية ..الخوف تردد وتوتر وحسرة ..الخوف تأخر وضياع وخسار.

على كل خائف أن يدع الخوف باعلان ذلك بالنية والقول والفعل والاصرار والارادة والاجتهاد والتحدي والعزيمة والسعي والمحاولة ..على الخائف أن يصرخ في وجهه الخائف ويقول كفى وكفى وكفى ويخيفه بالاستعداد والقوة والشجاعة والايمان واليقين..فلا رضا بالخوف ولا قناعة بالخوف ولا اقناع ولا اقتناع بالخوف ..فالخوف أقل من أنه يسيطر عليك ويحل محل عقلك وتصرفاتك وسلوكياتك ويسيرك نحو الاتجاه الذي يريد ويا ليته الاتجاه السليم الصحيح بل الاتجاه الذي يزود من جرعة الخوف ويثبت مكانه ويزرع تواجده بكل مكان داخله وخارجه وحولك.

ودع الخوف دون خوف ودون تردد وتوتر ودون تفكير ..بسرعة فائقة وبقرار قد أتخذ في لحظتها قل للخوف وداعا باستغلال واستعمال والاستعانة بكل قدراتك وامكانياتك وقوتك الحاضر ..فلن يرحل الخوف من عالمك وأنت سوى تنظر اليه وأنت خائف وأنت مستسلم وأنت تسلم جميع مفاتيح حياتك ليتصرف هو فيها بمعرفته وحسب رؤيته الخائفة .

نعم تخلى عن ذلك الخوف اللعين الذي جعلك بنفس المكان واقف دون تغير أو تغيير ..نعم تخلى على عدوك فالخوف عدو ..نعم تخلى عن محاربك محطمك مصدر نهايتك التي تبشر بالقدوم القريب ..نعم كلنا نخاف ولكن الخوف الطبيعي الذي لا بد منه أما الخوف الذي يتعدى حدوده معك لا تقف ساكتا أمامه وانما واجهه وهاجمه في الحال قبل أن يسيطر عليك وتكون تابعا له .

ودع الخوف فالخوف مصيره الرحيل ووجد ليتم طرده بلا احترام ولا أدب ..فودع الخوف بطريقتك التي لن تجعل للخوف مكانا عندك.

إرسال تعليق

0 تعليقات