Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

القلب لا يكره من أحب

نسمع كثيرا عن حبيب تحول الى كاره شديد لمن احب وله أسبابه والكثير من الأشياء التي أنهت حب كبيرا عظيما ضخما ثقيلا وحولته الى كره بنفس حجم الحب السابق وأزيد من ذلك ..فطبيعي في كل علاقة مهما كان نوعها ودرجة عمقها يكون هناك بعض الخلافات وسوء التفاهم الذي يحدث بين الحين والأخر بشكل متواصل فالعلاقة في الأساس الحب هو من كونها وأتى بها وثبت قواعدها وأسسها التي قد تكون في البداية هشة ومستعدة للسقوط في أي لحظة الا أن الحب هو من يقوي تلك الروابط التي تربط بين البشر ويجعل من الهش متين ولا يهدم بسهولة ولا حتى بصعوبة وانما يتم البناء والترميم دوما فهذا هو عمل الحب الموجود الذي متى رحل تهدم الكثير والكثير ورغم رحيل الحب وتهدم ما بناه الحب بشق الأنفس وبعرق الحب الحقيقي الا أنه يبقى القليل من القليل على الأقل ...تبقى حزمة الذكريات الجميلة التي لا تنسى بأي شكل من الأشكال ورغم كل المحاولات فالنسيان لا يستجيب في مثل هذه الحالات نهائيا فهو يرفض تلقائيا والقلب لا يرضى ولا يتمكن ويفشل ويستمر في الفشل باستمرار لأن الذي كان كبير وكبير جدا وجدا وقد أثر منذ زمن وقد حفز كل اللحظات بنوعيها الجميلة والغير جميلة بالقلب بالدم وبالذهن بالدم كذلك فلا نسيان ولا محاولة ولا هروب منها فهي باقية شئنا أم أبينا . 

القلب المحب أو الذي كان يحب يدعي الكره والكره الشديد لمن احب وهذا الذي يحاول القلب من خلاله اقناع نفسه ومن حوله أنه كل شيء انتهى وحتى الذكريات والحب قد احترق بارادته وبقرار صارم منه والقرار هنا والصرامة هنا لن تفعل شيئا ولن تكون بتلك القوة والقدرة المعروفة عنهما ..ورغم علمه أنه لم يكره لأن الذي يحب فعلا بكل ما لديه وبكل صدق لن يكره ولا يعرف الكره ولن يصل لمرحلة الكره فالقلب مستمر في قول وترديد كلمة كره بطلب وبسؤال وبدونه . 

القلب لا يكره من أحب لأن الحب والكره لن يجتمعان وان تفرقا وكان الكره في اليمين والحب في الشمال ولا يرى بعضهما البعض وان رحل الحب لن يكون هناك حب في المقابل لو كان هناك كره له ان يتحول الى حب فالحب يفعل مالا يفعله الكره ويحول مالا يستطيع الكره أن يحوله فهذه قدرات الحب العظيمة الكبيرة التي يعجز عنها الكره ولا يتمكن من الوصول اليها فالحب مطلب الجميسع وحاجة الجميل عكس الكره ان كان لا يكون باختيار منا وانما جراء أشخاص وظروف وأمور قد جلبت الكره وأوجته ووضعته بين البشر وتعاملاتهم . 

لا تصدق قلبا وشخصا يدعي ويقول أنا أكره من أحببت وان قالها بكل ثقة وثبات فهذا سوى تمثيل وارتجال قد كان لحظتها بشجاعة الغضب وقوة الألم وصعوبة احتراق القلب من حب قد رحل أو خدع من رفيقه . 

لا تصدق قلبا يحب يعترف بالكره فعناد القلب هو السبب وما أنتجه الحب من طرف واحد شعور بالكره ولكنه ليس كره الكره الذي تعرفه وأعرفه ونعرفه جميعا ..وانما الذي يكره الذي قد أوهم من حوله أنه يحب ويحبه أو كان يظن أنه بالفعل يحب الا أنه أمام أول مشكلة وعقبة اتضح أنه ليس حبا ليتعدى العقبة وينتقل الى التي بعدها فهنا ان قال القلب أكره فهو يكره لأنه لم يحب يوما الذي هو يكرهه اليوم . 

الغضب والألم والانفعال كثيرا ما يجعلنا نتفوه بأشياء ونقول ماهو غير موجود حقيقة فهذه تكون شبيهة بردة الفعل التي قد تطول فترتها ولا تنتهي في لحظتها المعتادة على النهاية بسرعة . 

القلب الذي يحب لن يكره من أحب مهما فعل ومهما كان وحدث ووصل الحال به وان كان الانفصال النهائي الأبدي الا أن الحب يبقى ولو بالشيء القليل الذي به يجعلنا نتذكر ونعيد مشاهدة شريط الذكريات بكل سعادة وحب وابتسامة كبيرة . 

 

 نورة طاع الله

 

 



Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات