Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

نيران الشوق الملتهبة

نيران الشوق الملتهبة

بقلم : نورة طاع الله 

ان للشوق نار حامية تلهب صاحبها وتحرقه اما حد الموت أو نار تحرق وتلهب ولا تميت ..فشوق المشتاق صعب لأن الحي لم يمت بعد لنرضى ونرتاح وتهدأ نار الشوق الثقدمة من نيران العشق والشوق الملتهبة
الغربة والبعد والفراق والخصام قد أشعلنا ألما هو ألم الشوق الذي لا علاج له ولا شفاء منه الا باللقاء ورؤية المشتاق اليه..فالحبيب الى حبيبه القريب يشتاق والى حبيبه البعيد قد احترق بنار الشوق ولم يبقى له سوى القليل.
أصحاب القلوب الحساسة الطيبة الحنونة المحبة هم من يشتاقون فوق الجميع فهم في الشوق أوفياء واخلاصهم بالمشاعر الصادقة جعلتهم ضمن نيران الشوق الملتهبة.
من منا لا يشتاق الى أمه الموجودة بغير مكان وللأبناء الذين تركهم ورائه بانتظاره وهو بالجهة الأخرى مسافر مشتاق قد سافر من أجلهم ..ومن منا لا يشتاق لزوجته حبيبته بدونها يصارع لذات النفس التي لا تقاوم ويتم مهاجمتها باستعانة الايمان والحب الكبير الذي يمنعه من الوقوع في المعاصي والدخول لعالم المتعة المحرمة التي بها السكرة التي لا يفيق منها كل عاقل الذي عن المجنون والغافل لا يختلف..
من منا لا يشتاق الى وطن فيه الذكريات والبسمة والأفراح ..فيه الروح المتعلقة به والقلب المرتبط به ..فالوطن الأصل والباقي تقليد ونحن أبناء الأصل الذين ان بعدنا وابتعدنا وسافرنا فنحن للأصل نميل ونحن ونشتاق .
نار الشوق صعبة ولا تحمل وتجعلنا لا نهدأ ولا نصبر ولا نتحمل مع أننا نقاوم وقد بلغنا من الصبر الكثير ومن التحمل الكثير والكثير الا أن مع كل صبر وانتظار وتجاهل للشوق الشوق سوى يزداد ويكبر وكلما كبر وزاد كلما وصلت نيرانه الملتهبة لأبعد الحدود..
فلا سلطة لنا ولا سيطرة على الشوق عندما يصل الى الاشتعال ..فعلى كل مشتاق أن يطفئ نار الشوق بالاتصال بالمراسلة باللقاء بالقدوم..بالعودة أو بالسفر الى مسكن الأحباب ..فرؤية من نحب فقط تطفئ النار وسماع صوتهم يهدأ نوعا ما من شدة نار الشوق.
نحن نشتاق لمن تركناهم وتركونا ..لمن هاجرناهم وهاجرونا..لمن رحلوا عنا بلا عودة ..نحن نشتاق فالحب يجعلنا نشتاق والحنين اليهم يجعلنا نشتاق ..والبعد يقتلنا شوقا ويشردنا ويمررنا على كل أنواع المعاناة والمأساة والأهات ..نحن نشتاق لأنه لدينا الأحباب والأهل والأصحاب ..نحن نشتاق من القلب ومن صميم القلب وهذا ما يوصل اشتياقنا الى نيران ملتهبة قد تتحد مع الظروف ضدنا وقد ترحمنا متى قاومنا بايجاد الحل الواحد أو البديل الذي يفتح لنا أبواب صبر ثانية .
للأموات نشتاق كثيرا ونموت وجعا عند كل اشتياق ..فذكراهم وتذكرهم وما تركوه لنا يزيد من شدة وحجم اشتياقنا الا أننا نعجز عن اطفاء تلك النيران لأن لا حل ولا فرصة في اللقاء الذي يصب طبقات جليد علينا فيعود البركان الى حالته الأولى قبل الاشتياق.
للأحياء نشتاق سواء معنا أو بعيدون عنا ولكن اشتياقنا لمن هو بعيد عنا أقوى وأصعب وهذا ما قد أوصلنا الى ضحايا نيران الشوق الملتهبة .
شوق الحب يشعرنا بالنهاية ولا وجود للاكسجين وللهواء بهذا العالم فالقلب قد انقبضت شرايينه وتم الضغط عليها بقوة الشوق الموجود.
نيران الشوق الملتهبة لا تخف وأنت تمنع نفسك عن لقاء من تشتاق اليهم أو ترفض أي وسيبة من الوسائل وأي طريقة من الطرق التي تكون في خدمة شوقك .

-نورة طاع الله 

إرسال تعليق

0 تعليقات