Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

البراءة

البراءة

بقلم : نورة طاع الله


ان الحياة بها الشر والخير ..بها الجيد والسيء ..بها الايجابي والسلبي..بها هكذا وهكذا..فلن يكون الخير لوحده بلا وجود للشر ولا يكون الجيد حاضر مع غياب السيء والعكس ولهذا وجدت الجنة والنار وجد العقاب والثواب وجد القانون والأحكام التي تعاقب وتحمي ..بنيت السجون ووجد القضاء والمحاكم ..والحكم العادل بالعدل والحق ينصف صاحبه بلا شك أو تشكيك ..وضمن هذا كله هناك البراءة التي تخبرنا عن أمرين براءة المظلوم وبراءة الطفل ( البراءة الموجودة لدى الأشخاص) التي غالبا متمركزة لدى الصغار والأطفال الذين هم المعنى الحقيقي للبراءة ..فالبراءة نعني بها براءة الكبار وبراءة الصغار.

براءة الكبار في اتهامهم وظلمهم الموجه من الظالم ..فيتعرض البريء الذي هو الشخص العادي المسالم الذي لم يصدر منه فعل سيء ولا قول سيء ولا عمل اجرامي بسيط كان أو ضخم يجعل منه مذان ..فهو يكون بريء من كل هذا الا أنه يقع في قفص الاتهام اما باتهامه قصدا أو وقوعه بعمل شيء بدون قصد أدى الى ثبوت ما وقع منه وهو بريء وبدون قصد.

يتم التعامل مع البريء على أنه بريء الى أن تثبت ادانته وتكتمل الأدلة التي تسحب منه تلك البراءة فتخرجه من دائرة البراءة الى دائرة الاتهام..وهنا يتم العقاب كما يجب وكما تنص عليه القوانين والأحكام الشرعية..غير أن البريء هنا يندد ببرائته وعدم ارتكابه الى أي خطأ وفي الوقت ذاته لا توجد الأدلة التي تبرئه فيتم محاسبته ومحاكمته على أنه متهم وهو بريء بفعل فاعل الذي هو بشر أو ظروف أو وقوعه في الخطأ بلا انتباه ومعرفة وادراك منه جعلت منه مجرما مخطئا مذنبا وهو بريء بنظره ونظر العقل والمنطق الذي ان تعمق وصل الى خيوط كثيرة موصلة ومؤيدة لاصرار البريء على أنه بريء.

وفي السياق ذاته هناك البريء من لسان البشر ..من خيانة الخائن ومن ظلم الظالم..فهنا البريء مظلوم وبريء من النظرات الموجهة اليه..بريء من الظنون والشكوك والأصابع المشارة اليه.

براءة الصغار مختلفة عن براءة الكبار الا أن هناك تشابه بسيط في جانب واحد ألا وهو البراءة البسيطة كاتهام الصغير على أنه قام لعمل ما وهو لم يقم به أو قام به دون معرفته المسبقة بخطورة الأمر ..بريء من نظرات الاتهام ولسان الاتهام..وبراءة الصغار المعروفة هي في عفويتهم وسذاجتهم وطيبتهم ونقاء قلوبهم وصفائه ..البراءة التي لا اجرام ولا جريمة فيها..لا خبث ولا نفاق لا حقد ولا حسد..لا شر ولا غيره من الأشياء التي بعيدة كل البعد عن البراءة .

براءة الصغار طبيعية فطرية خلقو بها ووجدوا عليها فهي ربانية لا يشوبها أي عيب أو اضافات بشرية الا أن هذه البراءة لا تدوم فهي مرتبطة ومتعلقة بالطفولة وبمرحلة الطفولة لا غير .

كما أن الذي لا يعرفه الكثير أن لدى المجنون براءة قريبة بشكل كبير من براءة الصغار وذلك من ضياع العقل والحنكة والذكاء الذين يسحبون البراءة مع الوعي والادراك الأول.

اذن فللصغار براءة وللكبار براءة ومتى وجدت البراءة سواء لدى الكبار أو لدى الصغار كان الشيء الجميل الذي يشعرنا بالأمان والطمأنينة

جميل أننا نحافظ على الجزء البسيط من براءة الصغر لتفيدنا في الكبر .


إرسال تعليق

0 تعليقات