Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

المصلحة الخاصة فوق الجميع

المصلحة الخاصة فوق الجميع

بقلم : نورة طاع الله 

لم تعد الناس كما كانت من قبل تخاف على بعضها البعض ومصلحة هذا من مصلحة ذاك من مصلحة الجميع وما يضر واحد فينا كأنما ضرنا جميعا..والأخ لا يضر أخيه ولا يؤذيه ويعطيه الذي عنده وان لم يبقى لديه شيء ..والخير يقوم به الكبير والصغير من أجل الأخرين قبل النفس ..لا وجود للأنانية الطاغية ولا وجود للمصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة وانما المصلحة العامة أهم وأول الاهتمامات ولا تعلوها المصلحة الخاصة مهما كان وحصل فالجميع يفكرون في مصلحة الجماعة والعامة .
لم تعد القلوب كما كانت تحب الخير والنفع والفائدة لغيرها وتحب لغيرما مالا تحب لنفسها وتفضل مصلحة الجميع على مصلحته لأنه ما يعود على ما حوله من خير ومنفعة تعود عليه لا محالة ولا شك ولا احتمال لعكس ذلك.
لم تعد الضمائر كما في السابق فيها رحمة وحية ومستقيمة ..فالضمائر اليوم لا وجود لها ولا شيء يدل على أنها موجودة فهي غائبة والأفعال والأقوال والبشاعة تطبق بلا ضمائر تمنع وتقف وقفة الرجل الضخم الذي لا يواجهه احد ولا يكسر كلمته احد.
الحقوق ضائعة ولا يوجد سوى هذا ياكل في حق هذا وهذا يطعن في هذا وهذا يخرب على هذا وهذا يتعدى على حق وممتلكات هذا..وهذا ينهب وذاك يغش وهذا يحتال وذاك يستغل وينصب ..وهذا يخون وذاك يخدع..وهذا يخرب وهذا يدمر..وهذا يعاني ويعاني وذاك يزيد من ألامه ومعاناته وأزمته ..هذا يظلم وذاك بالشر يؤذي..هذا يحقد وذاك ينتقم..هذا يبكي وذاك يفرح ..هذا يبكي وذاك يضحك..هذا يجوع وذاك يبذر..هذا يتألم وذاك يضغط على مواضع وأماكن الألم فيزداد الألم زيادة الموت والرحيل الأبدي...هذا يهاجم وذاك يصارع..هذا يطمع زذاك يبخل..هذا يتكاسل وذاك يتهرب..هذا يتعدى وذاك يتجاوز..هذا مهمل وذاك مقصر ..هذا عنيد وذاك وقح..هذا محتاج وذاك النعمة فائضة عنده..هذا يمنع وذاك لا يمنح..هذا يفضح وذاك لا يحفظ..هذا يتخبط وذاك يمتنع عن مد اليد للمساعدة وللمساندة وللمساهمة وللمشاركة وللتضامن ..هذا يسيء وذاك يذل..هذا يهين وذاك يسخر والبشر كأنهم في حرب سببها المصلحة الخاصة فوق الجميع.
تغيرت النفوس وتحولت البشر نحو الأسوأ وللمصلحة الخاصة دور كبير في هذا التغيير والتحول الذي ان استمر وزاد فسيبشر بكوارث لا يمكن مقاومتها والوقوف ضدها ..الكره والحقد والأنانية وحب النفس والسعي نحن ما يفيدنا نحن فقط دون التفكير في غيرنا جعل الجميع أو الأغلبية بالتحديد يجاهدون بالحلال والحرام من اجل مصلحتهم وان تضرر وتأذى الجميع فلا اشكال ما دام الضر والأذى لم يصيبنا بأي شكل من الأشكال.
اليوم المصلحة الخاصة فوق الجميع فهذا همه سوى نفسه ومصلحته وحاجاته فيستفيد هو أول اهتمامته وأهدافه ولا داعي له بالباقي فهذا لا يعنيه ولا يخصه وليس عنده الوقت ليفكر في الغير الا في نفسه فأموره الخاصة كثيرة وأنانية الطاغية لا تشبع وان استولت على كل خيرات الكون فلن تقتنع ولن ترضى سوى المزيد والبحث والسعي نحو المزيد بكل الطرق المشروعة والغير مشروعة وحتى الممنوعة لا يهم الأهم ماذا نجني وكم نجني وكله من أجل ارضاء النفس الأنانية التي شغلها الشاغل مصلحتها ثم مصلحتها ثم مصلحتها وفقط.
الصالحون من يفكرون وينوون ويخططون من اجل مصلحة الجميع ليعم الخير والسلام بالأرض والبلاد ...فكن صالح النية والفكر والتخطيط والسعي من أجل صلاح البلاد والعباد.

-نورة طاع الله

إرسال تعليق

0 تعليقات