Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

كوما



كوما

كالعادة استيقظ من النوم ف السابعة صباحاً ، لتنعم آذاني بصوتها الرقيق المتناغم وهي تدندن كوبليهات السيدة فيروز، ولم ابالغ إن قلت ان صوتها اجمل من صوت فيروز..
نادية " جارتي وحبيبتي الفتاه التي اعشقها منذ ان رآتها عيني .. فتاه احلامي وفتاه احلام كل من يراها ..التي دومآ ما تقول عنها جدتي (جمالها وِحِش) ، ولم افهم معني هذه العبارة ، ولكن ادرك ان ورائها مغزي عميق.. نادية صاحبة الثالثة والعشرين عاماً ذات العود الممشوق والجمال الغير طبيعي كنجمات السينما.. نادية التي لم اتمني من الدنيا سواها.. وماذا اْريد من الدنيا غير ذلك ! فتاه فاتنة الجمال تعزف الكمانجا ، وتهوي الرقص ، وتحب السينما.. ورغم ذلك لم اجرؤ علي التحدث معها يوماً إلا بكلمتين: (نهارِك سعيد) حتي هي ترد بنفس الكلمتين (نهارَك سعيد) لا اكثر ولا اقل .. وذلك حينما القاها يوميآ عند باب الأسانسير بصدفة مخطط لها بواسطتي طبعاً.. ولم أعرف هل هذه فلسفة ( الصمتْ فى حرم الجمالِ جمالَ) ،ام هي حماقة خجلي الذي يمنعني من التحدث معها.. وكل ما يربطني بها حسن الحظ الذي جعل غرفتي بجوار غرفتها ، ونظرات مختلسة من خلف الشباك...
فأنا الشاب المراهق البائس الخجول (أحمد شاهين) وحيد أبي وأمي.. بكالوريوس تجارة ، حديث التخرج ، عملي الوحيد هو مراقبة نادية دون ان تشعر بي ولو لمرة واحدة.. وها نحن علي قدوم عام جديد.. وقد قررت اخيرآ أن أتخذ خطوة جادة لخطبتي من نادية ، وساعدتني ف ذلك مقولة جدتي المتكررة :- " ياسلام لو البت الحلوة جارتنا تكون من حظك ونصيبك يا واد ياحمد " وبالفعل تجرأت وفاتحت أبي ف الموضوع وإندهشت لترحبيه بالفكرة ، وإتفقنا علي انه بحلول عام 1983 سنذهب إليهم ،
وحدث ما لم اتوقعه .. وافقت نادية وبدون مقدمات.. وبعد ثلاثة أشهر سيتحقق الحلم الذي لم أذق النوم من اجله لسنين طويلة ، سأتزوج فتاه احلامي.. برغم أن فترة الخطوبة كانت قصيرة جدآ.. ولكن لا يهم فأنا اعرفها جيدآ ، واعرف كل تفاصيلها ، ماذا تحب وماذا تكره .. و كانت أسعد أيام حياتي ، لم أصدق انني معها الآن.. وكلها أيام وتبقى زوجتي وملكي للأبد..لا لا ..
لا بد أنني في حلم جميل من خيالي.. لم استوعب انها معي ف الواقع ، إلا فى يوم زفافنا..
تلك الليله المشؤومة فى ال 17 من أبريل ، تزوجنا وكانت الطامة الكبرى.. إكتشفت أن نادية لم تكن بنت بنوت.. يا لها من صادمة كادت أن تسقطني فريسة لجلطة ما ، لم اعرف ماذا أفعل ! هل اقتلها ؟ ام اقتل نفسي ؟ ام اطلقها ؟ ولكني اْحبها لدرجة الهوس.. يارب ماذا افعل ؟! لماذا انا؟! ودار بداخلي حوار طويل كدت اصاب بالجنون .. فكان
أبي دائما يقول أن :- ( الرجل فى مثل هذه المسائل يفقد شعره من عقله )
تمالكت نفسي بعد فترة ولم أتحدث معها بكلمة.. وقررت ان اسافر لبيروت بدعوة من احد الأقارب للعمل ف إحدي الشركات ، وكانت فرصة جيدة لكي أبعد عنها ، وافكر ماذا افعل بهدوء. وبالفعل جهزت نفسي للسفر تاركها ف البيت بدون اى نقاش بيني وبينها.. وهناك استغرقت ف التفكير بكل هدوء.. ما العمل؟! ماذا افعل؟! ..ولم اجرؤ علي التحدث مع اي شخص في هذه الصاعقة.. وقد حاولت نادية الأتصال بي اكثر من مائة مرة ، ولكني لم استطع الرد عليها رغم إنى كنت بموت كل يوم بدونها.. هل انتظر فترة واطلقها واخترع اي سبب لأهلي وأهلها؟!ولو طلقتها هموت ببعدي عنها ؟.. ولو كملت حياتي معاها هموت بجرحي منها ؟ أسئلة كثيرة تدور داخل عقلي ولم أجد لها أجوبة.. وفي النهاية غلبني حبي لها وتعلقي بها ،وقررت أن اسامحها وأغفر لها جريمتها ، مبررآ لنفسي انها إنسانة محتمل انها تغلط وتضعف..
ومن منا ملاك لا يرتكبْ خطأ ،وكلنا بني آدمين خطائين،حتي أنت أيها القارئ ..
سأرفع عنها حبل المشنقة واسامحها ،وأفتح معها صفحة جديدة..
وفورآ جهزت نفسي للعودة مقررآ البدء معها من جديد .. بدون ان أفتح هذا الموضوع تاركآ ورائي الماضى للماضى.. حجزت ف أول طيارة للقاهرة وذهبت إلي البيت حاملآ معي كثير من الهدايا لنادية ، حبي الأول والأخير.. ادخلت مفتاح الشقة بهدوء وفتحت الباب بدون صوت ،متعمداً أن اْفاجئها.. ودخلت ماشيا علي أطراف أصابع قدمي لغرفة النوم... ..
.. ووجدت نادية ف حضن رجل
اصابني شئ لم استطع وصفه ، وبسرعة ولوهلة إتخذت القرار الصحيح .. سأقتلها..اسرعت إلى المطبخ وأخذت السكينة... ..
..لأفتح عيني علي صوت رجل .. يرتدي بالطو أبيض ، ويقول لي بنبرة إرتياح وإبتسامة خفيفة ..
حمدالله على السلامة-
!!هو ايه اللي حصل ؟ -
-انت دخلت فى غيبوبة نتيجة حادث عربية بقالك 6 شهور وإتكتبلك عمر جديد..
.حمدلله علي سلامتك يا أستاذ أحمد

اشرف اكمل محمد البنا
ashrafelbana2019@gmail.com

إرسال تعليق

0 تعليقات