Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

عند أول وعكة صحية ستصيبك

عند أول وعكة صحية ستصيبك
فاطمة الزهراء أوداد 

عند أول وعكة صحية ستصيبك ، و عند أول إنكسار سيحيط بك ، ستدرك خلالها إدراكا مطلقا  لا ريب فيه ، أن لا شيئ في هاته الحياة يستحق أن تقف نادما عليه ، يائسا لعدم حصولك عليه ، حزينا لأنك حاولت  الإمساك به فاستعصى ، أكان منصبا ، شخصا ، مالا....أو أي أمر من أمور الدنيا .
حينها و فقط،  ستلقي نظرة عميقة على  نفسك ، نظرة مليئة بالحب و الخوف أيضا ، عليها لا منها ، نظرة ترجو بها الصمود ، و الثباث ، نظرة تطلب منها السماح و الغفران ، لأنك لطلما أجبرتها على أشياء لم تكن لصالحها , كبحت جماحها في مواقف كانت تدعي الكلام و الدفاع عنها ، لكنك سكت ! سكت ، لإبقاء الود ، أضمرت كل خيبة  في نفسك فتفاقمت حتى أوقعت بك، فتراك الآن ضعيفا أمام نفسك ، خجولا منها ، مشفقا عليها ،  و لا تتمنى لها شيئا سوى الشفاء ، الشفاء من كل قسوة ، ألم ، خذلان، مرض !

ستعدها ان استجابت لمطلبك  ، الحب  ، و الفرح و السعادة ، ستفرش لها طريقا مليئا  بالورد ، سترسم على شفتيها الإبتسامة، ستحفظها كأثمن أشياءك ، ستخبرها انك ستكون لها السند  ، و ان حدث و خُيٌرت  بينها و بين أمر ما ، ستكون هي خيارك الأول و سترجح انه كان صائبا . ستوفر لها السلام ، السلام الداخلي الذي لا ارتباط لكائن به ، سلام دون مدد من أحد ...ربما ستتشابه الأنانية هنا بالسعادة ، لدرجة أنك لن تعد تفرق بينهما . لا يهم ، حينها ستكون مقتنع كل الإقتناع أن كل الوقت و الجهد اللذي أضعته من أجل إرضاء الآخرين لو إستثمرته من أجل نفسك لكان أفضل بكثيير .

لحظات الضعف هي نفسها ، تلك اللحظات التي تجعلنا نقوى ، نكبر ، نتحدى ، نتعلم و لا ننهار .

استغل نصيبك من الوحدة   في كل مرة  تحس أنك لست بخير ، في جلسة تصالح مع الذات ، هادئ البال ، معتدل المزاج ، حدثها عن بارئها ، عن كونه أكبر ، أكبر من هذه البعثرة و أكبر من هذا الشتات ، ذكرها بما لها و ما عليها ، إقض هذا الوقت ، في تلميم  جروحك و مداواتها،   قبل ان تخرج لتواجه العالم و الناس ، بنفس جديد و شخصية أقوى و كيان عال، حيث لا خنوع و لا استسلام .

فلا نفسك تخون و لا الله يرحل .


إرسال تعليق

0 تعليقات